الله تعالىٰ ويطلب قضاء حاجاته منه ، بل يستحضره في قلبه ، حتىٰ لا ينساه وينسىٰ نفسه به ، كما قال الله تعالىٰ : ( نَسُوا اللَّـهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (١).
فالأهم الأقرب والأولىٰ والأنسب أن يؤنس الإنسان نفسه بذكره تعالىٰ في جميع أوقاته ، وكان منظور نظره في جملة دعواته القربة إلىٰ وجهه الكريم ؛ ولذا قال سيد الساجدين زين العابدين عليهالسلام ، في المناجاة الثالثة عشر : ( وآنسنا بالذكر الخفي ، واستعملنا بالعمل الزكي ) (٢) ؛ حتىٰ تنوّر بيت فؤاده بنور جماله ، واستتر نقائصه الإمكانيّة تحت شعاع عظمته وجلاله.
فإذا جاوز عن دار الغرور وتوجّه إلىٰ دار السرور استقرَّ في الأنوار الخمسة ، كما قال صلىاللهعليهوآله : ( لا يزال المؤمن الذي يذكر الله في كلّ حال في أنوار خمسة : مدخله نور ، ومخرجه نور ، وكلامه نور ، وغذاؤه نور ، ومنظره يوم القيامة إلىٰ نور ) (٣).
فالذكر ينبغي أن يلتفت إلىٰ أن يكون في تذكاره تعالىٰ عمدة غرضه نفس الذكر ، ولا يدرج فيه مقاصد اُخر ، وإن أدرج ولم يقض أوطاره المندرجة لا يعبأ به ، فإنّه قال تعالىٰ : ( عَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ) (٤). كما قال المولوي رحمهالله :
آن يکی الله سيکفنی بشی |
|
تا که شيرين گردد از ذکرش بی |
گفت شيطان آخر ای بسيار گو |
|
اين همه الله را لبيک گو |
می نيايد يک جواب از پيش تخت |
|
چند الله سيزنی باردی سخت |
او پريشان دل شد ونهاد سر |
|
ديدر خواب او خضر را در خضر |
گفت هين از ذکر چون وا مانده |
|
چون پشيمانی از آن گش خوانده |
کفت لبيکم نميايد جواب |
|
زان همی برستم که باشم در باب |
_____________________________
(١) « الحشر » الآية : ١٩. |
(٢) « بحار الأنوار » ج ٩١ ، ص ١٥١. |
(٣) « بحار الأنوار » ج ٤ ، ص ١٨ ، باختلاف. |
(٤) « البقرة » الآية : ٢١٦. |