وواحدها (سنة). وذلك توكيد للتغيير فيه وأن هذا الجمع خارج عن قياس نظائره.
وأما قولهم : (مائة) و (مئون) فقال بعض النحويين إن هذه الكسرة غير الكسرة التي في (مائة) كما أن الألف التي في" تهام" ليست الألف في" تهامة".
وذكر أبو عمر الجرمي أن الجمع بالألف والتاء في هذا للقليل وبالواو والنون للكثير تقول : (هذه ثبات) قليلة و (ثبون كثيرة) والدليل عندي على صحة ما قلت إنهم إذا صغروا لم يكن بغير الألف والتاء يقولون : (سنيّات) و (شبيهات) و (ثبيات) ويجوز أن يكون إنما صار التصغير بالألف والتاء لأنا نرد بالتصغير الحرف الذاهب فيصير بمنزلة التام وليس الباب في التام مما فيه هاء التأنيث أن يجمع بالواو والنون.
وبعض العرب لا يغير الأول فيقولون : (قلون) و (ثبون) ، ولا نعلم أحدا قال في (سنين) بغير الكسر.
قال : وأما (هنة) و (منة) فلا يجمعان إلا بالتاء لأنهما قد ذكرتا.
يريد أنه لا يجوز في (هنة) ما جاز في (سنة) من الجمع بالواو والنون ؛ لأنّا نقول : (هنون) فيكون هذا الجمع للمذكر ولا نقول في (سنة) " سن".
قال سيبويه : وقد يجمعون الشيء بالتاء والألف لا يجاوزون به ذلك استغناء وذلك : (ظبة وظبات) ، و (شية وشيات) ، والتاء تدخل على ما دخلت فيه الواو والنون ، لأنهما الأصل).
يعني أن الألف والتاء هي الأصل ، فلذلك استعملت في (ظبات) و (شيات) ولم يستعمل غيرهما.
قال : وقد يكسّرون هذا النحو على بناء يرد ما ذهب من الحرف ، وذلك قولهم : (شفة) و (شفاه) و (شاة وشياه) ، تركوا الواو والنون حيث ردوا ما حذف منه واستغنوا عن التاء حيث عفوا به أدنى العدد ، وإن كانت من أبنية أكثر العدد كما استغنوا بثلاثة جروح عن أجراح وتركوا الواو والنون كما تركوا التاء حيث كسّروه على شيء يرد ما حذف منه واستغني به.
قال أبو سعيد : اعلم أن أصل (شفة) (شفهة) وأصل (شاة) " شوهة" فجمعوها على فعال كما قالوا في" رقبة" (رقاب) ، واستغنوا بذلك عن الجمع بالواو والنون ، لأنهم قد أتموا ، وعن الجمع بالتاء ، لأن الجمع بالتاء للقليل وهم قد يستغنون بالكثير عن القليل كقولهم : (جروح) في جمع (جرح) ، ولم يقولوا : (أجراح) فكذلك قالوا : (شفاه) ولم