المنقوص نحو (سنة) ، و (ثبة) وما أشبه ذلك.
ومن الناس من احتج لذلك فقال : لمّا كان هاء التأنيث مقدرة فيها محذوفة منها صار بمنزلة المنقوص الذي يقدر فيه حرف يحذف منه وحركوا ثانيه لعلتين ـ يجوز أن يكونوا حملوها على الجمع بالألف والتاء ، لأنهما جمعان سالمان قد اشتركا في السلامة وقد لزم فتح الراء في أحدهما لما ذكرناه ، فكان الآخر مثله ويجوز أن يكونوا جعلوا التغيير الذي لزم أوائل ما يجمع من المنقوصات بالواو والنون في ثاني هذا الحرف فيغني من تغيير أوله كقولهم (سنة) و (سنون) ، و (ثبة) و (ثبون).
ولذلك قال سيبويه : ولم يكسروا أول (أرضين) ، لأن التغيير قد لزم الحرف الأوسط كما لزم التغيير الأول من (سنة) في الجمع.
قال : وقد زعم يونس أنهم يقولون (حرّة) و (حرّون) (يشبهونها بقولهم (أرض) و (أرضون) وقالوا (إوزّة) و (إوزّون). كما قالوا (حرة) وحرّون).
وزعم يونس أنهم يقولون (حرّة) و (أحرّون) يعنون (الحرار) كأنه جمع (إحرّة) ولكن لا يتكلم بها.
هذا ما حكاه سيبويه عن يونس ، وقد حكى الجرمي عنه : أنهم يقولون : " أحرون" بفتح الألف وكل ذلك شاذ ليس بالمطرد ، وإنما شبهوا" حرّة" للإدغام الذي فيها بالمنقوص ؛ لأن النطق بالحرفين في دفعة واحدة فصار كحرف واحد.
وقد أنشدنا أبو بكر بن دريد في" إخرون" بالكسر على ما حكاه سيبويه وقد حكاه الأصمعي :
إنّ أباك فر في يوم صفّين |
|
لما رأى عكّا والأشعريين |
وحاجيا يستن في الطائيين |
|
وذا الكلاع سيّد اليمانين |
وقيس عيلان الهوازنيّين |
|
قال لنفس السوء هل تفريّن؟ |
لا خمس إلا جندل الأحرين |
|
والخمس قد أحشمنك الأمريّن (١) |
ركّضا إلى الكوفة من قنّسرين |
هذا رجل حارب مع علي بن أبي طالب رضياللهعنه وكان سمع أنه كان يفرق خمسمائة خمسمائة فتجشم من قنّسرين إلى الكوفة وحارب لأجلها ثم هرب
__________________
(١) الأبيات من مشطور الرجز مذكورة في لسان العرب (حرر).