الإضافة وكسر تاء الجمع في النصب تقول : (هذه سنون) و (رأيت سنين) وعجبت من (سنين) ، وفي الإضافة : (هذه سنو زيد) و (سنوك) ورأيت (سني زيد) و (سنيك) وعجبت من (سني زيد وسنيك) وتقول سمعت لغات القوم ورأيت (ثبات) وقال الله عزوجل : (خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ)(١).
وقال سيبويه : وقد يجمعون المؤنث الذي ليست فيه هاء التأنيث بالتاء كما يجمعون ما فيه الهاء ؛ لأنه مؤنث مثله وذلك قولهم : (عرسات) و (أرضات) و (عير) و (عيرات) حركوا الياء واجتمعوا فيها على لغة هذيل ، لأنهم يقولون : (بيضات) و (جوزات).
قال أبو سعيد : رأيت النّسخ والروايات في كتاب سيبويه : " عير وعيرات" بفتح العين وهو عندي غلط في النقل ؛ لأن سيبويه قال : وقد يجمعون المؤنث ، وعير ليس بمؤنث وقد تكلف بعض من احتج عنه بأنه عير الكتف وهو النائي في وسطه ، ولا يعرف تأنيث هذا ولا جمعه على عيرات ، وإنما دعاهم عندي إلى هذا قول سيبويه واجتمعوا فيها على لغة هذيل ، لأنهم يقولون (بيضات) و (جوزات) ، فأرادوا أن يسووا بين اللفظين والصواب عندي أن يقال (عير) و (عيرات) و (عير) مؤنث ، قال الله عزوجل : (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها)(٢) وكان حقها أن يقال (عيرات) لأن جمع السّلامة في فعل وفعل إذا كان بالألف والتاء أن يقال (فعلات) ك (ظلمات) و (فعلات) ك (سدرات).
وإذا كان فيه واو أو ياء استثقل الضم والكسر فيقولون في (تومة) (تومات) ، وفي (تينة) (تينات) ، وقالوا في (عير) (عيرات) فحركوا على لغة هذيل في تحريك الثاني من (بيضات) وقال الكميت :
عيرات الفعال والحسب الذي |
|
عود إليهم معدودة الأعكام (٣) |
قال : " وقالوا : " سموات" فاستغنوا بهذا أرادوا جمع سماء لا من المطر ، وجعلوا التاء بدلا من التكسير كما كان ذلك في العير والأرض".
يريد أن السماء إذا جمعت كان الجمع بالألف والتاء ، وقد اضطر الشاعر فجمعها بغير الألف والتاء فقال :
__________________
(١) سورة النساء ، الآية : ٧١.
(٢) سورة يوسف ، الآية : ٨٢.
(٣) البيت للكميت بن زيد وهو من الخفيف ليس في ديوانه ، وهذا البيت من قصيدة له يمتدح بها أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين. انظر ابن يعيش ٥ : ٣١ ـ ٣٣.