(المقطوع الأنف).
وقالوا : أهضم وهضماء ، والمصدر الهضم" ، وهو عيب في الخيل ، والأهضم : الذي ليس بمجفر الوسط ، وهو صغر البطن ، قال النابغة الجعدي :
خيط على زفرة فتمّ ولم |
|
يرجع إلى دغة ولا هضم |
وقالوا : أزبر وأغلب ، والأغلب : العظيم الرقبة ، والأزبر : العظيم الزبرة ، والزبرة : موضع الكاهل ، فجاءوا بهذا النحو على أفعل ، كما جاء على أفعلّ ما يكرهون وقالوا : آذن وأذناء ، كما قالوا : سكاء.
والآذن : العظيم الأذن ، والأسك : الصغير الأذن جدا.
وقالوا : أخلق وأملس وأجرد" ، والأخلق : الأملس ، وخلقنه : ملسته.
وقالوا : أخشن ، وهو ضد الأملس ، وقالوا : الخشنة ، كما قالوا : الحمرة ، والخشونة ، كما قالوا : الصهوبة".
قال سيبويه : " واعلم أن مؤنث كل أفعل صفة فعلاء ، وهي تجري في المصدر والفعل مجرى أفعل. وقالوا : مال يميل وهو مائل ، وقالوا : أميل ، فلم يجيئوا به على مال يميل"
يريد أن باب أفعل ليس باب فعله أن يكون على فعل يفعل ، وذلك أن أميل أفعل ، وفعله مال يميل ، وكان حقه أن يكون ميل يميل ميلا ، وإنما حكى سيبويه مال يميل. ومثل هذا شاب يشيب فهو أشيب ، وليس ذلك بالقياس.
وقد حكى غير سيبويه : ميل يميل ميلا فهو أميل ، كما قالوا : جيد يجيد جيدا فهو أجيد.
وقالوا في الأصيد : صيد يصيد صيدا ، وقالوا : شاب يشيب ، كما قالوا : شاخ يشيخ ، وقالوا : أشيب ، كما قالوا : أشمط ، فجاءوا بالاسم على بناء ما معناه كمعناه ، وبالفعل على ما هو نحوه أيضا.
يريد جاءوا باسم أشيب على بناء أشمط ، ومعناه كمعناه ، وجاءوا بفعل أشيب على شاب يشيب ، مثل شاخ يشيخ ، فاسمه على بناء أشمط ، وفعله على فعل شاخ يشيخ.
وقالوا : أشعر ، كما قالوا : أجرد للذي لا شعر له. وقالوا : أزبّ ، كما قالوا : أشعر ، فالأجرد بمنزلة الأرسح.
لأن الأجرد ، الذي لا شعر له ، والأرسح : الذي لا عجز له.