أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، حدثنا إسحاق بن بنان قال : سمعت حبيش بن مبشر الفقيه يقول : كان يحيى بن معين يحج فيذهب إلى مكة على المدينة ، ويرجع على المدينة. فلما كان آخر حجة حجها خرج على المدينة ورجع على المدينة ، فأقام بها يومين ـ أو ثلاثة ـ ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه. فباتوا فرأى في النوم هاتفا يهتف به يا أبا زكريّا أترغب عن جواري؟ فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة ، فمضوا ورجع فأقام بها ثلاثا ثم مات. قال : فحمل على أعواد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وصلّى عليه الناس وجعلوا يقولون : هذا الذابّ عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم الكذب.
قلت : الصحيح أن يحيى توفي في ذهابه قبل أن يحج.
أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدثنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدثنا حمزة بن القاسم ، حدثنا عبّاس ـ هو الدّوريّ ـ قال : مات يحيى بن معين بالمدينة أيام الحج قبل أن يحج وهو يريد مكة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، وصلّى عليه والي المدينة ، وكلم الحزامي الوالي فأخرجوا له سرير النبي صلىاللهعليهوسلم فحمل عليه ، فصلى عليه الوالي ثم صلى عليه مرارا. ومات يحيى وسنّه سبع وسبعون سنة إلا أياما.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدثني أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : لما مات يحيى بن معين نادى إبراهيم بن المنذر الحزامي من أراد أن يشهد جنازة المأمون على حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم فليشهد. أخبرني أبو بكر أحمد ابن محمّد بن عبد الواحد المنكدري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت بكر بن محمّد بن حمدان الصّيرفيّ يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن كزال يقول : كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفي بالمدينة ، فحمل على سرير رسول الله صلىاللهعليهوسلم ورجل ينادي بين يديه : هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا الحسن بن محمّد بن جعفر الخالع ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ أخبرنا علي بن محمّد الهمذانيّ ، حدثني موسى بن هارون الزّيّات ، حدثني عبد الله بن أحمد قال : قال بعض المحدثين في يحيى بن معين :
ذهب العليم بعيب كل محدث |
|
وبكل مختلف من الإسناد |
وبكل وهم في الحديث ومشكل |
|
يعيى به علماء كل بلاد |