القاسم سليمان بن أحمد بن أيّوب الطّبراني قال : حدثتنا عبدة بنت عبد الرّحمن بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاريّ ـ ببغداد في مربعة الخرسي في دارها ـ قالت : حدثني أبي عبد الرّحمن عن أبيه مصعب عن أبيه ثابت عن أبيه عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أبي قتادة الحارث ابن ربعي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خير فرساننا أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة بن الأكوع» (١).
قال أبو القاسم الطّبراني : وتفسير هذا الحديث أن المشركين أغاروا على لقاح المدينة ، فلحق أبو قتادة مسعدة ـ وكان رئيس جيش المشركين في ذلك اليوم ـ فقتله وأخذ سلبه ، وبادر سلمة بن الأكوع فحبس بعض المشركين رميا بالحجارة من قبل الجبل ، حتى لحقتهم خيل النبي صلىاللهعليهوسلم فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «خير فرساننا ـ يعني في ذلك اليوم ـ أبو قتادة وخير رجالتنا ـ في ذلك اليوم ـ سلمة بن الأكوع» (٢).
وبإسناده عن أبي قتادة أنه حرس النبي صلىاللهعليهوسلم ليلة بدر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اللهم احفظ أبا قتادة كما حفظ نبيك هذه الليلة» (٣).
وبإسناده عن أبي قتادة قال : أغار المشركون على لقاح رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فركبت فأدركتهم فاظفرتهم وقتلت مسعدة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين رآني : «أفلح الوجه اللهم اغفر له» ثلاثا (٤) ونفلني سلب مسعدة.
وبإسناده عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس على النّساء غزو ، ولا جمعة ، ولا تشييع جنازة» (٥).
قال الطّبراني : لم يرو هذه الأحاديث عن أبي قتادة إلا ولده ولا سمعناها إلا من عبدة ، وكانت امرأة عاقلة فصيحة متدينة.
أخبرني الحسن بن علي التّميميّ ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا محمّد بن
__________________
(١) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٥١٦. والمعجم الكبير ٣ / ٢٧٠ ، ٧ / ١٨. وفتح الباري ٧ / ٤٦٣. ومجمع الزوائد ٩ ، ٣٦٣.
(٢) انظر الحديث السابق.
(٣) انظر الحديث في : المعجم الصغير ٢ / ١٥٢. والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ٢٧٠. ومصنف عبد الرزاق ٢٠٥٣. ومجمع الزوائد ٩ / ٣١٩.
(٤) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٢٢. والمعجم الصغير ٢ / ١٥٢. ومجمع الزوائد ٦ / ٢٠٣ ، ٩ / ٣١٩. وطبقات ابن سعد ٢ / ١ / ٣٦.
(٥) انظر الحديث في : المعجم الصغير ٢ / ١٥٢. ومجمع الزوائد ٢ / ١٧٠. والمصنف لعبد الرزاق ٥٢٠٧.