بلّة" ، وأوقعت في أوهام فاضحة على ما سيوضح عند ذكر القبائل وما لحق بعضها أو فروعها من أغلاط ...
والنصوص العربية هي معوّلنا في الغالب. وهذه نالها أيضا من أيدي النساخ والكتاب ما شوه بعض ألفاظها ... فصارت تضارع كتب بعض الأجانب. وذلك أنهم في عصورهم المنحطة عادوا لا يبالون بالعناية ... والمقابلات بين النصوص المختلفة أو الرجوع إلى المخطوطات القديمة لمعرفة الفرق ، ومراجعة الكتب العديدة في اللغة وفي الأنساب خاصة مما يسهل تلافي النقص وإصلاح الغلط بقدر المستطاع ...
وأقل الأخطاء ما نراه في كتاب (العقد الفريد) بين (المنتفق) و (المشفق) (١) مثلا فإنه غلط ناسخ قطعا. وفي بعض الكتب الحديثة بين (الضفير) القبيلة المعروفة وبين (الدفير) الواصل من طريق الأجانب ، وعنزة القبيلة المشهورة و (عينيزة) (٢) ومثل هذه يقال ما قيل في غلط الأفكار .. أو في كتابات يراد بها أن يلتذ السامع ...
راعينا الأخذ عن القبائل مباشرة ، ونبهنا إلى ما وقع من غلط ، وجل ما في الموضوع أن جعلنا نهجنا الترصد والاسترابة حتى نستبين طريق الصواب بقدر الاستطاعة ، والتوقي حسب الامكان من الاعتماد على كتب الأجانب ، ومن كتب أصحابنا إلا بعد التمحيص والتدقيق الزائد على ما في ذلك من صعوبة ..
ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الغرض ليس هو النقد المجرد ، أو التنديد بالمؤلفين السابقين أو المعاصرين ، ولا الوقيعة بالأجانب والاسترابة منهم فيما يكتبونه بلا قيد أو شرط ، فلا أعتقد أن غالبهم يتعمد الغلط ، أو يكتب الباطل ، أو ينقل السخيف. وإنما همهم العلم الصحيح ، وقد تكبدوا المشاق في هذا السبيل وأفادوا كثيرا ... إلا أن الغلط وصل اليهم على أيدي
__________________
(١) العقد الفريد ج ٢ ص ٦٣ طبعة سنة ١٢٩٣ ه ببولاق مصر.
(٢) كتاب ابن سعود لابي النصر.