أن يقضوا سنتهم ... والى مثل هذه يميل الضعيف ويطلب ما يطلب من المهادنة ...
ولكن القوي لا يمنعه مانع ، ولا يركن إلى هذا النوع بل يعده ذلا ، واعترافا بالضعف ، وعنزة لم ترضخ لشمر في وقت ، ولم تبد اذعانا ، أو ما ماثل. وان كانت الحروب بينهم سجالا إذا غلبت قبيلة مرة ، استعادت قوتها وأخذت بحيفها مرة أخرى ...!
عبروا ولم يبالوا ، ومضوا لسبيلهم. وأما شمر فقد اتخذت هذه فرصة سانحة عرضت ، ومن ثم تناوخوا ، والكل متأهب لقتال صاحبه ، وطال المناخ لمدة شهرين ولم تكن النتيجة لصالح عنزة ، وانما انتصرت شمر انتصارا باهرا ...
وفي هذه الوقعة كانت حصة بنت الحميدي بين من أسر واستولوا عليه من نساء عنزة ، والعادة ان لا يتعرض القوم للنساء ، ولا يمسهن احد بسوء ، ولكن هذه المرة رأت حصة اهانة من بعض افراد شمر عرف انها بنت الحميدي فتطاول عليها وطعنها .. ومن ثم صاحت حصة «الدريعي يا رجالي»!
وصل خبر هذه الصيحة إلى الدريعي ، وكان من رؤساء عنزة المعروفين آنئذ وعادت عنزة في هذه الحرب مكسورة. أما الدريعي فانه لم ينم على هذه الندبة من حصة وأمر قبائله في سورية أن تتأهب للحرب المقبلة ، وإن من كان عنده فرس ذبح مهرها لئلا تذهب قوتها من الرضاع ... تأهبوا لأخذ الثار ونفروا للحرب ، وصاروا يخاطبون أمهارهم بقولهم :
«لعيون حصة» أي أن أخذ ثأر حصة دعا إلى حرمانك من الرضاع من ثدي امك. والبدوي متأهب بطبعه للغزو ، ولكن الاهتمام في هذه الوقعة زاد ، والتأهب والعناية بلغا حدهما ...
ومن نتائج هذه ان تحالف الهذال والشعلان على ان يصدقوا الحرب ، وان يكون المتقدم للحرب الهذال بقبائلهم ، وطلبوا إلى الشعلان