أن ينهبوا ويقتلوا من يتخلف عن الحرب من قبائل الهذال ، وشاع أمر ذلك ، ليكون القوم على يقين من القتل والنهب فيما إذا لم يتفادوا ، ويحاربوا عدوهم ، وهو قوي مثلهم ، لا يقعقع له بالشنان.
وفي هذه الحرب في السنة التالية لتلك الواقعة طال المناخ ثلاثة أشهر ، ولم يظهر الغالب ؛ و (الحمل وزان) كما يقول المثل وكان يقتل بعض الفرسان من الطرفين ، وضاق الأمر بآل هذال من عنزة ، وكادوا يفشلون في هذه الحرب لو لا أن علم آل الشعلان بأن التناوخ دام ، وطال ، وعلموا أن سرح شمر كان يجري على مرادهم ولم يكن عليه خطر ، بخلاف ابل عنزة فإنها لا تستطيع أن تخرج فتسرح وتمرح ... فعلم آل الشعلان أن الأمر ضاق بآل هذال ، ونفروا بعضهم لمناصرة عشائر الهذال وانقاذهم مما أصابهم من ورطة ...
ومن ثم مضوا اليهم ، وأرسلوا من يخبرهم بالقصة ، وأعلموهم أنه في يوم كذا سوف يهاجمون السرح لقبائل شمر ، ويضعضعون أوضاعهم ، ويهاجمهم آل هذال من أمامهم تأمينا للانتصار ففعلوا ...
وفي هذه المرة ، وبهذه الطريقة تمكنوا من شمر ، وانتصروا عليهم ، وفي هذا أظهر ابن جندل من رؤساء الجلاس تدبيره في لزوم المساعدة السريعة ، مضوا اليهم بلا ظعون ولا اثقال ، واختاروا من يعولون عليه ، وتمكنوا بسرعة من اللحاق والانتصار ... بل وأخذ الانتقام بطعن بنت الجربا بالصورة التي رأتها حصة ...!
وفي هذه نشاهد التدابير الحربية ، وطرق الغزو للوقيعة ، والشجاعة ، وحسن الإدارة وما ماثل مما يتخلل الوقعة ، وقد يصعب بيان قيمة بعض الأشخاص وما قاموا به ، أو زاولوه من أعمال ...
ويتكون من هذه مجموع سمر قد يغني عن مطالعة الكتب ، وإنما هو التحدث بالمجد ، وأشخاص الوقائع لا يزالون في قيد الحياة ، أو يحدث عنهم أبناؤهم ، وتظهر مفاخرهم ... وهناك القصائد ، وذكر المخاطر ،