والسمر اللذيذ ... نرى البدوي يهول في مواطن الهول ، ويظهر المهارة والقدرة في موطنها ، والعزة القومية. وصفحات بيانه تكتسب أوضاعها ، ويكاد المرء يشعر أن الوقعة أمامه ويشاهد مخاطرها ...!
وعلى كل حال ان العداء والمنازلة ، والانتصارات والمغلوبيات ، كل هذه تجري مع الأسف لما يفيد اذلال بعضنا البعض والافتخار في التغلب عليه ، وتهييج العداء الكامن ... والوجهة ان نربح من هذه الأوضاع ونستخدمها لصالح الأمة وعزتها القومية ، وأبهتها بين الشعوب ، وفخرها على غيرها ، ويعز علينا أن نجد صناديدنا وشجعاننا يذهبون ضحية وقائع أمثال هذه ، ونخرب بيوتنا بأيدينا.!
ولو كانت نشوة الانتصار هذه على عدو حقيقة ممن لم يكن من قومنا لشكل فخرا كبيرا ، أما هذا فهو في الحقيقة ضياع لأكابر الرجال .. وكل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون قائدا لجيش عرمرم ..
وملحوظتنا أن هذه الوقعة كانت بين شمر وعنزة ، ولم تكن للحكومة علاقة بها مما دعا إن لم تدوّن ... وأعتقد أنها وقعة يوم بصالة ، وتاليتها يوم سبيخة ..
وكل حوادث البدو متقاربة ، وتلخص بغزو بعضها بعضا ... والمهارة المعروفة وقدرة القواد تبز بأوضاعها ، وأحوالها الكثير من وقائع التاريخ مما لا يسع المقام تفصيله ...
المهاجم من عدوّه :
والطرف المقابل الذي قد هوجم يتهالك في الدفاع ، ويستميت عند ماله وحريمه ، ويناضل نضال الأبطال ، وهناك يشتهر بالشجاعة من يشتهر ، وكم صدوا العدو واعادوه على أعقابه خائبا ، أو مغلوبا بصورة فاحشة خصوصا إذا علم القوم وأخبرهم (السبر) بنوايا عدوّهم ، أو بتوجه الغزو إلى ناحيتهم وما أصدق قول المتنبي على الكثير من قبائل البدو :