الخلاف ولم نبال باجتثاث اصله ، والتدابير المانعة من وقوعه.! والموضوع نظام دعاوي العشائر وهل قام بالحاجة فسد ثلمة؟
أبدى كثيرون منا آراءهم حوله ، ولا تزال تتكرر غالب هذه الملاحظات في الأندية والمجتمعات ونسمع التذمرات من كل صوب ... الا ان جل ما نسمعه كلمات مختصرة ، وانتقادات موجزة ، أو تعرض لوقائع جزئية ... ولم نشاهد من دوّن ملاحظاته في رسالة لتتوالى المباحث ، وتمحص الأقوال وينضح الموضوع فتظهر خوافيه ... ومن ثم تبرز آراء المتتبعين ، ويبين الصحيح المقبول ....
هذا النظام يحتاج إلى جمع آراء مختلفة فيه وتنسيقها وبيان القول الأخير فيها ... فهو غريب في وضعه ، جديد في موضوعه ، وشكله ، لا يأتلف وحالة الأمة التي تتطلب النظام وحسن الإدارة ، والسيرة الفاضلة في هذه الحياة ... أحيا في أصل وضعه سنة جاهلية ، وإدارة خاصة ، وتعاملا محليا ... فهو عودة إلى ما قبل حمورابي في العراق وقبل ظهور الإسلامية في جزيرة العرب ...
كان العرب قبل إسلاميتهم قبائل مشتتة ، وأصحاب عرف خاص ، وعوائد موقعية بالنظر لكل قبيلة ، أو إمارة ... ولما جاء الإسلام قضى على هذه التعاملات ، ومحا من البين العوائد المرذولة وقرر أحكاما عامة حازت قبولا شاملا ... وهذه دعت قطعا إلى تحضر العرب المسلمين وسائر من انضم اليهم من الأمم ، وانتزع الروح الجاهلي منهم ، والسيطرة الشخصية ، وساقهم إلى نظام عام ، واعلن (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) وآيات كثيرة ، وفي الحديث «القتلى بواء» أي لا تفاضل بينهم ...
والآيات والأحاديث كثيرة مما ماثل هذه ، وفيها امحاء للعرف الخاص الذي هو نتيجة اثرة ، وتحكم ، وقوة في جهة ، وضعف ، واستكانة ، ورضوخ في اخرى ... وكانت الفكرة شديدة في التمسك بأحكام الكتاب ، والكل مقتنع ان العادة محكمة فيما لم يرد به نص شرعي حاسم ، ولا