أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) الآية والغاية في ذاك ارضاء الشهوة وهي معروفة. وليس الغرض اتصال الود والرأفة ...
والمهر ايضا معروف لديهم ومتبع عندهم ويتغالون به ونكاح الشغار مما أبطله الاسلام بل اوجب فريق من الفقهاء الزام مهر المثل فيه ... وكذا هو منفور منهم وقول العوام (غصه بغصه ولا كصه بكصه) (١) المثل العامي مما يؤيد معتادهم. وليس هذا معناه شراء المرأة ، او مساواتها بمبلغ معروف معين واستكراه هذه الحالة من بعض المتمدنين ، او الذين يحاولون هدم كل قديم ... فالامر لا يفهم منه ذلك وإنما هو ضمان للزوجة ان تعيش بضرورة بل لدفع كفافها ، وحراسة وضعها لمدة حتى تتبصر من امرها وتعين وجهتها ... وحكاية ام شهلبة وبنت الفوري تعين ذلك (٢). وكذا يقال عن المراسيم للأعراس والزفاف ومراعاة الكفاءة والنهوة لمن لم تعرف كفاءته وذلك من أي قريب حفظا للسمعة والنسب. ولكن الاسلامية تحوطت في هذا الامر وجعلت له سياجا معقولا من التصرف. كما ان الغرض مصروف إلى الاهتمام والمغالاة لئلا تكون المرأة بضاعة رخيصة او مبتذلة.
ومن ثم نرى العرب قد حافظوا على انسابهم وأعراضهم وصيانة اخلاقهم. وهذا نظام متأصل فيهم من زمن قديم لا يدرك اوله ، ومزاعم أهل الطوتمية مردودة ، وغير معروفة (٣). ونكتفي بهذا لمناسبة البيت وبيان اركانه ...
ولا يسع المرء ان ينكر ما يشاهده في العرب عن خيولهم التي هي
__________________
(١) يريدون غصة قد تقابلها غصة مثلها ولكن معاوضة قصة أي ناصية «امرأة» بناصية اعظم بكثير ...!!
(٢) ستأتي هذه القصة عند الكلام على الزواج عند البدو.
(٣) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأسا ...