وعروبتهم. ولذا يرون منزلتهم نازلة ، ومكانتهم حقيرة لحد انهم عدّوهم من العجم ونبزوهم بذلك واتقيت مداخلتهم .. ويبعّد هذا احتفاظهم بانسابهم ... ولم يبالوا بالاعراب الذين يطعنون فيهم .. (١) وفي اليعقوبي ذكر لجماهير قبائلهم فليراجع ...! (٢)
وكانوا في اوائل امرهم يناصرون الفرس والفرس يناصرونهم وذلك حينما كانت السلطة بايديهم ...
ومما يشير إلى ذلك بعض الوقائع التي من شأنها ان تولد البغضاء بين إياد وسائر العرب ... فيقال انه في بعض الايام نزل رجل من قبائل بكر وتغلب ابني وائل بناحية قريبة من بلاد الفرس من منازل إياد ومعه ابنته وكانت من اجمل نساء العالم فوشى به رجل من إياد لدى ملك الفرس فاغتصبها من ابيها ويقال انه عرض جميع المشتهيات وخوّفها بجميع العقوبات ومسّها بكثير من المؤلمات ليرى وجهها فأبت وخيرته بين ان يقتلها ، أو يعيدها لأبيها ، فلما يئس منها اسكنها في موضع واجرى عليها الوظائف الترفيهية واكتفى برؤية قامتها تحت ملابسها في بعض الأحيان. وبسبب ذلك نشبت حروب بين العرب والفرس وانقضى الأمر بقتل ملك الفرس وتخليص الفتاة. وهذه الوقعة بين المحفوظات التي لم يعلم تاريخها ولا وقتها. وعلى كل نرى لإياد يدا في الحصول عليها كما نرى لطيىء اصبعا في وقعة ذي قار ..
وكان اسم هذه البنت (ليلى بنت لكيز). ومن كلامها اثناء ما حصل لها تحث اهلها والعرب على تخليصها والغريب ان تعد ايادا في جملة من تستصرخهم على ذلك وتطلب نفي العار عنهم ...
__________________
(١) تاريخ دول العرب والاسلام ص ٥٦ وغيره.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج ١ ص ٢٥٨.