ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ إلى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطنا اليمن ونجدا والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى .. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار ، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازا وشاما وعراقا (١) ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم.
وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة ، والفروع المتفرعة اخرى ، وكل واحد كتب من كان في جهته ...
ومن بطونهم :
١ ـ بنو تميم بن ثعلبة : ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى :
كأني إذا نزلت على المعلى |
|
نزلت على البواذخ من شمام |
فما ملك العراق على المعلى |
|
بمقتدر ولا ملك الشآم |
أقرّ حشا امرئ القيس بن حجر |
|
بنو تيم مصابيح الظلام |
ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيىء.
٢ ـ بنو نبهان : ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير بن مهلهل كان قد جاءه مع وفد طيىء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد ، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه إلى الفلس صنم طيىء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم ... في سبايا من طيىء. وفي حديث هشام بن محمد ان الذي اغار عليهم خالد بن الوليد رضي الله عنه وهرب عدي بن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية ، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة ، جزلة ، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________________
(١) ابن خلدون ج ٢.