فقامت إليه فقالت هلك الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن عليّ منّ الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال : الفارّ من الله ومن رسوله؟ وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم ، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده اياما ، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به إلى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه.
وعدي هذا كان من أجواد المسلمين. قدم على عمر رضي الله عنه فلم ير منه ما يعجبه فقال اما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال بلى! والله أعرفك! اكرمك الله بأحسن المعرفة ، أسلمت إذ كفروا ، وعرفت إذا انكروا ، ووفيت إذ عذروا ، وأقبلت إذ ادبروا. فقال حسبي يا أمير المؤمنين. (١)
٣ ـ بنو ثعل : ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان ارمى اهل وقته.
وفيه يقول امرئ القيس :
رب رام من بني ثعل |
|
مخرج كفيه من (٢) ستره |
قدم عمرو المذكور على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في العقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق ١٥٠ سنة فسأله عن الصيد فقال كل ما اصميت ودع ما انميت.(٣)
٤ ـ بنو سنبس : حاتم وابنه عدي من هذه القبيلة. وهؤلاء لا تزال
__________________
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (المنتخبات منه طبعة ليدن سنة ١٩١٦ م) ص ٦٦ ـ ٦٧.
(٢) في طبقات ابن سعد جاء بلفظ «مي».
(٣) العقد الفريد ج ١.