ومنها : ما رواه أيضا عن الصادق (عليهالسلام) في كلام له في التوحيد قال : «واحد ، صمد ، أزلي ، صمدي ، لا ظل له يمسكه ، وهو يمسك الأشياء باظلتها ، عارف بالمجهول ، معروف عند كل جاهل ، لا خلقه فيه ولا هو في خلقه» (١).
فقوله : معروف عند كل جاهل ، لا يهدف إلى المعرفة الحاصلة بالاستدلال لعدم ثبوت هذه المعرفة لكل جاهل جاحد ، فلا بد أن يكون المراد معرفة أخرى لا تزول صورتها عن الذهن.
إلى غير ذلك من الروايات التي مرّ بعضها (٢). وأما البحث عن حقيقة تلك الرؤية القلبية التي هي غير الرؤية البصرية الحسية فموكول إلى محله الخاص.
* * *
__________________
(١) التوحيد باب التوحيد ونفي التشبيه ، الحديث ١٥ ، ص ٥٧.
(٢) لاحظ التوحيد باب ٨ ، الحديث ٢ و ٤ و ٥ و ٦ و ١٦ و ١٧ و ٢٠ يقول الصدوق : «وقد تركت إيراد بعض الروايات في هذا المضمار خشية أن يقرأها جاهل بمعانيها فيكذب بها فيكفر بالله عزوجل وهو لا يعلم».