٤ ـ علاء الدين البخاري : هو علاء الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد البخاري العجمي الحنفي العلامة ، علامة الوقت.
قال ابن حجر : ولد سنة تسع وسبعين وسبعمائة ببلاد العجم ونشأ ببخارى فتفقه بأبيه وعمه العلاء عبد الرحمن.
وأخذ الأدبيات والعقليات عن السعد التفتازاني وغيره ، ورحل إلى الأقطار واجتهد في الأخذ عن العلماء حتى برع في المعقول والمنقول والمفهوم والمنطوق ، واللغة العربية ، وصار إمام عصره ، وتوجه إلى الهند فاستوطنه مدة ، وعظم أمره عند ملوكه إلى الغاية ، لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وورعه. ثم قدم مكة فأقام بها ، ودخل مصر فاستوطنها وتصدر للاقرار بها فأخذ عنه غالب من أدركناه من كل مذهب ، وانتفعوا به علما وجاها ومالا.
ونال عظمة بالقاهرة مع عدم تردد إلى أحد من أعيانها ، حتى ولا السلطان ، والكل يحضر إليه ، وكان ملازما للاشتغال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والقيام بذات الله تعالى مع ضعف كان يعتريه ، وآل أمره إلى أن توجه إلى الشام فسار إليها بعد أن سأله السلطان الإقامة بمصر مرارا فلم يقبل ، وفي الشام أقام بها حتى مات رحمهالله في خامس شهر رمضان ، ولم يخلف بعده مثله في العلم والزهد ، والورع ، وإقماع أهل الظلم والجور (١).
٥ ـ حيدر الرومي : هو حيدر بن أحمد بن ابراهيم أبو الحسن الرومي الأصل العجمي الحنفي الرفاعي نزيل القاهرة ، ويعرف بشيخ التاج والسبع وجوه.
ولد بشيراز في حدود الثمانين وسبعمائة ، وقرأ على أبيه وغيره ، ورحل إلى البلاد ، ووفد على ملوك الشمس وعلمائه.
وكان ممن اجتمع به التفتازاني والسيد الجرجاني. وقدم القاهرة سنة أربع
__________________
(١) راجع المنهل الصافي ٣ ـ ٢٨٩ ـ ٢٩٠ وشذرات الذهب ٧ ـ ٢٤١ ـ وكانت وفاته سنة إحدى وأربعين وثمانمائة.