أسود ، فيلزم في الجزء الإيجابي اتحاد الاثنين وقد سبق بجوابه ، وأيضا لما كان المحمول هنا وضعا كان للموضوع موصوفية به (١) وهي وجودية لأن نقيضها اللاموصوفية وهي عدمية ، ويتصف (٢) بها الجسم ضرورة فيتسلسل حكم (٣) الموصوفيات (٤) ولا تندفع بكونها من الاعتبارات العقلية ، لأن الموصوفية نسبة فتقوم بالمنتسبين لا بالعقل ، ولأن حكم العقل (٥) إن لم يطابق الخارج كان جهلا ، فإذا بطل الإيجاب تعين أن يكون الصادق (٦) دائما هو الجزء السلبي ، وأنتم لا تقولون بذلك بل تجوزون صدق الإيجاب في الجملة.
والجواب : ما سيجيء (٧) من أن صورة السلب (٨) كاللاموصوفية لا يلزم أن تكون عدمية ، ولو سلم فنقيض العدمي لا يلزم أن يكون وجوديا وأن الأحكام الذهنية لا يكون صدقها باعتبار المطابقة ، لما في الخارج وحصول النسب والإضافات في العقل فقط ، لا ينافي انتسابها إلى الأمور الخارجية لأن معناه أن تكون تلك الأمور بحيث إذا عقلها عاقل حصلت في عقله تلك النسب والإضافات ، ومنها أنا لا نسلم عدم الواسطة بين الوجود أو (٩) العدم وسيجيء بجوابه على أنها لا تعقل بين الكون واللاكون وما ذكر في المواقف من أن القائلين بها بلغوا في الكثرة حدا تقوم الحجة بقولهم معناه : أنه قد يكون حجة
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (به).
(٢) في (ب) ويتصف.
(٣) سقط من (ب) لفظ (حكم).
(٤) في (ب) الموصوفات.
(٥) سقط من (أ) لفظ (حكم).
(٦) سقط من (ب) لفظ (دائما).
(٧) سقط من (أ) لفظ (من).
(٨) السلب : مقابل الإيجاب ، والمراد به مطلقا رفع النسبة الوجودية بين شيئين (ابن سينا ، النجاة ص ١٨) وقد يراد بالإيجاب والسلب الثبوت واللاثبوت ، فثبوت شيء لشيء إيجاب ، وانتفاؤه عنه سلب وقد يعبر عنهما بوقوع النسبة ، أو لا وقوعها. والسلب في القضية الحملية : هو الحكم بلا وجود محمول لموضوع. وسلب العموم ، نفي الشيء عن جملة الأفراد ، لا عن كل فرد.
(٩) سقط من (ب) (أو).