مستقلا بنفسه غنيا عن السبب مبدأ لاستقلال كل مستقل؟ فأولى بالتعجب حيث صدر مثل هذا الكلام عن (١) مثل ذلك الإمام.
(قال : فإن قيل فتتباين الوجودات. قلنا : بمعنى عدم التصاديق غير محال ، وبمعنى عدم المتشارك في مفهوم الكون غير لازم كأفراد الماشي) (٢).
أي في إثبات المقدمة الممنوعة لو لم يكن الوجود طبيعة نوعية هي تمام حقيقة الموجودات لزم التباين الكلي ، بين الوجودات ضرورة أنها لا تشترك في ذاتي أصلا ، لامتناع تركب وجود الواجب ، واللازم باطل ، لما ثبت من اشتراك الوجود معنى.
قلنا : إن أريد بالتباين عدم صدق بعضها على البعض فلا نسلم استحالته ، وما ثبت من اشتراك الكل في مفهوم الوجود لا يقتضي تصادقها ، وإن أريد عدم التشارك في شيء أصلا فلا نسلم لزومه ، وما ذكر من عدم الاشتراك في تمام الحقيقة أو بعض الذاتيات لا ينفي الاشتراك في عارض هو مفهوم الكون ، وذلك كأفراد إذ الماشي من أنواع الحيوانات وأشخاصها يشترك في مفهوم الماشي ، من غير تصادق بينها.
أدلة القائلين بكون الوجود نفس الماهية
(قال : وذهب الشيخ إلى أن وجود كل شيء عينه ، والاشتراك لفظي ، لأنه لو أراد فقيامه إما بالمعدوم فيتناقض ، أو بالموجودية فيدور ، أو بوجود آخر فيتسلسل وأيضا فهو إما معدوم فيتصف بنقيضه ، ويتحقق في المحل ما لا تحقق له ، أو موجود فيتسلسل.
وأجيب عن الأول : بأن قيامه بالماهية من حيث هي. فإن قيل فيقوم باللاموجود وهو أظهر في التناقض.
__________________
(١) في (ب) من بدلا من (عن).
(٢) في (أ) كأفراد الماشي وهو تحريف.