واحد في حيزين (١) بعضها متميز عن البعض (٢) وعن الأمور الموجودة مع أنها منتفية قطعا ، وإن مثل جبل من الياقوت ، وبحر من الزئبق من المركبات الخيالية ، متميز مع أنها غير ثابتة وفاقا ، فيورد بالأول معارضة أو نقض على الوجه الأولى ، وبالتالي على الوجهين ، وقد يورد النقض بالأحوال من الوجود وغيره ، فإنها مع تميزها ليست بثابتة في العدم ، إذ لا عدم لها ولا وجود ، لما سبق من أن الحال صفة للموجود ، لا موجودة ولا معدومة ، وفيه نظر لأن قاعدة الخصم ليست سوى أن كل متميز ثابت في الخارج ، فإن كان موجودا ، ففي الوجود ، أو معدوما ففي العدم ، أو لا موجودا ولا معدوما ففي تلك الحال ، والوجود وغيره من الأحوال ليس لها حالة العدم أصلا فمن أين يلزم ثبوتها في العدم.
الثالث : أن معنى كون المعدوم الممكن ثابتا في الخارج ، أن السواد المعدوم مثلا (٣) سواد في نفسه ، سواء وجد الغير أو لم يوجد ، وبيانه ظاهر ، لأنه لو كان كونه سوادا بالغير لزم ارتفاع كون السواد سوادا عند ارتفاع الغير واللازم باطل. لأنه يستلزم أن لا يبقى السواد الموجود سوادا عند ارتفاع ذلك الغير ، الذي هو الموجب لكونه سوادا وهو محال.
والجواب : أنا لا نسلم (٤) استلزامه لذلك ، وإنما يلزم لو كان وجود السواد باقيا عند ارتفاع موجب السوادية وهو ممنوع ، لم لا يجوز أن يكون ارتفاع ذلك الغير كما يوجب ارتفاع سواديته ، يوجب ارتفاع وجوده لكونه العلة للوجود أو لازمها.
فإن قيل : لو ارتفع عند ارتفاع ذلك الغير سوادية السواد ، لزم أن لا يكون السواد سوادا ، وهو بديهي الاستحالة.
قلنا : إن أريد به (٥) أنه يلزم السلب أي ليس السواد المعدوم سوادا ، فلا
__________________
(١) في (أ) جزين وهو تحريف.
(٢) في (أ) عن الآخر وهو تحريف.
(٣) في (أ) بزيادة لفظ (مثلا).
(٤) في (ب) لا ثم بدلا من (لا نسلم).
(٥) سقط من (أ) لفظ (به).