وليس بجزء أصلا ، وإنما يقال له جزء الماهية بالمجاز ، لما أنه يشبه الجزء من جهة أن اللفظ الدال عليه يقع جزءا من حدها ، أورد هذا الكلام في كتاب التجريد (١) على وجه يشهد بأنه ليس من تصانيفه ، وذلك أنه قال (٢) : قد تؤخذ الماهية محذوفا عنها ما عداها ، بحيث لو انضم إليها شيء لكان زائدا عليها ، ولا يكون هو (٣) مقولا على ذلك المجموع الحاصل منها ، ومن الشيء المنضم إليها ، والمأخوذ على هذا الوجه هو الماهية بشرط لا شيء ، ولا توجد إلا في الأذهان وقد توجد الماهية لا بشرط شيء وهو كلي طبيعي موجود في الخارج ، هو جزء من الأشخاص ، وصادق على المجموع الحاصل منه ، ومما انضاف إليه ، وهذا خبط ظاهر وخلط لما ذكره في شرح الإشارات بما (٤) اشتهر بين المتأخرين ، وفيه شهادة صادقة بما رمى به التجريد ، من أنه ليس من تصانيفه مع جلالة قدره ، عن أن ينسب إلى غيره.
__________________
(١) سبق التعريف بهذا الكتاب.
(٢) سقط من (ب) لفظ (قال).
(٣) في (ب) هي بدلا من (هو).
(٤) في (ب) إنما بدلا من (بما).