أما (لوك) الإنجليزي و (فليتر) الفرنسي فإنهما يفسران عصر الإنسان بقولهما : عصر الإله الجديد. العقل الذي استغنى عن آلهة الخرافة والكنيسة.
لقد كانت الباطنية القديمة تقول : إن الله منزه عن مشابهة المخلوقات ، ولو كان موجودا لأشبه الموجودات ، ولو كان معدوما لأشبه المعدومات ، فهو لا موجود ولا معدوم.
أما الباطنية الحديثة المتمثلة في عدمية (سيرجى نيكاييف) وإلحادية (ماركس) وتخريبية (فرويد) وأحفاد اليهودية العالمية التي يمثلها (دارون) فإنها تقول : الدين خرافة.
والرسل مجموعة من الأفاكين.
و «الله» أسطورة الرجعيين ، فقد ذهبنا لنفتش عنه فلم نعثر له على أثر. وصدق الله العظيم إذ يقول : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) (١). وفي قوله تعالى : (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (٢)
والآن يحق لنا أن نتساءل ما هي الأسلحة الفكرية التي أعدتها مدرسة القرآن للدخول بها في معارك الإلحاد الجديدة السافرة ..؟
إن الإلحاد المتنمر يحاجج شبابنا بسلاح لم يعرفوه ، وبأسلوب لم يعهدوه ، إن أبناءنا لا يعرفون شيئا عن الجزء الذي لا يتجزأ ، ولا عن الجوهر الفرد ، ولا عن العدم والوجود عند (سارتر) ووجوديته ، ولم يتدربوا على خداع المقاييس العصرية. مقاييس الشيطان ، التي تخرب ولا تعمر ، وتفسد ولا تصلح ، وتشكك ولا تيقن؟؟
ثم ما رأي علماء العقيدة؟.
__________________
(١) سورة الكهف آية رقم ٥.
(٢) سورة الفرقان آية رقم ٤٤.