وجورج زيدان في (تاريخ آداب اللغة العربية) (١) وهناك رأي آخر يتزعمه ابن حجر في كتابه (الدرر الكامنة) (٢) حيث يقرر أنه ولد سنة ٧١٢ ه ويقول : إن هذا ما وجد بخط ابن الجزري ، ونقل عنه هذا التاريخ الإمام السيوطي في كتابه (بغية الوعاة) (٣) ، وابن العماد في (شذرات (٤) الذهب). وذكره أيضا ابن تغرى بردى في (المنهل (٥) الصافي).
من هنا تأتي حيرة الباحث المدقق ، ويتساءل بينه وبين نفسه : أي الرأيين أقرب إلى الصواب؟ وأيهما يرجح؟ لأن الاختيار في مثل هذه الحالة ، أو الترجيح بين الآراء لا يتم في العادة إلا من خلال أدلة قوية ، ترجح أحد القولين على الآخر ، ونحن نميل إلى ترجيح الرأي الأول اعتمادا على ما ذكر في كثير من كتب التراجم. أن أول كتاب ألفه السعد هو كتاب شرح التصريف. وكان عمره آنذاك ست عشرة سنة ، وكان ذلك سنة ٧٣٨ ه ، وكذلك ذكر الخونساري. أن سعد الدين شرع في تأليف شرحه المطول على التلخيص في أواسط سنة ٧٤٢ ه ، وفرغ منه سنة ٧٤٨ ه. وقال : وكان عمره حين الشروع عشرين سنة ، وهذا كله يؤكد أن مولده كان سنة ٧٢٢ ه ، وأيما كان الأمر ، فلقد ولد التفتازاني ، وعاش عيشة ممتدة طويلة ، بلغت السبعين عاما ، قام فيها بأعمال خالدة ، وترك فيها بصماته المضيئة المنيرة على جبهة التاريخ ، وإذا كان ذلك كذلك ، فكيف كانت نشأته ..؟
__________________
(١) آداب اللغة العربية ج ٣ ص ٢٤١.
(٢) الدرر الكامنة ج ٤ ص ٣٥٠.
(٣) بغية الوعاة ج ٢ ص ٢٨٤.
(٤) شذرات الذهب ج ٦ ص ٣١٩.
(٥) المنهل الصافي ج ٣ ص ٣٥٦.