نقص منفي وكل كمال ثابت له تعالى وإلا لاستحال كونه صانعا لأن كل صانع لا يمكن أن يكون صانعا إلا اذا كان كاملا في صنعه فلا بد أن يكون صانع جميع العالم كاملا بكل كمال بالذات من جميع الجهات ، والمقصود من الصفات الثبوتية نفي أضدادها ، إذ صفاته تعالى لا كيفية لها ولا سبيل الى إدراكها ، فالقصور منها سبب أضدادها فهي مسلوب في الحقيقة ، فمعنى قوله تعالى قادرا عالما أي ليس بعاجز ولا جاهل لأن العجز والجهل نقصان لا يليق بالكامل بالذات من جميع الجهات وهكذا في جميع الصفات.
فصفات الله تعالى الثبوتية ثمانية : القدرة والعلم والحياة والإرادة والكراهة والادراك والكلام والسرمدية.
الأول في قدرته تعالى :
أنه قادر ليس بعاجز لا يعجز عن شيء من الأشياء ، والدليل على ذلك :
أولا : استحالة الصانعية والخالقية بدون القدرة التي هي من صفات الكمال.
ثانيا : أن العجز نقص لا يليق بالكامل وقد تقدم وجوب كمال الواجب.
ثالثا : صدور الأفاعيل العجيبة منه تعالى الدالة على كمال قدرته ، ويكفي في كمال قدرته التفكير في عجائب مخلوقاته التي خلقت من الانسان فضلا عن غيره ويتدبر فيما للأطفال في البكاء من المنافع العظيمة حيث أن في أدمغتهم رطوبة عظيمة إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثا جليلة وعللا عظيمة من ذهاب البصر وغيره ، وكيف جعلت آلات الجماع في الذكر والانثى جميعا على وفق الحكمة فجعل في الذكر آلة منتشرة تمتد حتى تصل النطفة الى الرحم إذ كان محتاجا الى أن يقذف ماءه في غيره ، وخلق للانثى وعاء قعر ليشتمل على الماءين جميعا ويحتمل الولد ويصونه ، وتفكر في منافع أعضاء البدن فاليدان للعلاج والرجلان للسعي والعينان للاهتداء والفم للاغتذاء والمعدة للهضم والكبد للتخليص والمنافذ لتنفيذ الفضول والأوعية لحملها والفرج لإقامة النسل وهكذا.