لله تعالى شكل ولا صورة لأن الشكل من مستلزمات الأجسام والصورة لا تنتقش في العين إلا بعد وجود الشكل والشكل لا ينتقش في الذهن إلا بعد تصوّر الجسم فالجسم والشكل والصورة من مستلزمات وجود الممكن.
فلا يصح أن يقال عن الله تعالى أين هو وكيف هو ، لأن السؤال عن الأينونة والكيفية يستلزم أن يكون للمسئول عنه كيفية خاصة ومتحيزا في جهة ومكان وهذا ما لا يجوز على واجب الوجود الخالق للمكان والموجد للكيفية ، كما لا يصح أن يقال عنه تعالى أنه حل في موجود من الموجودات كما تدّعي النصارى أنه حلّ في المسيح ، وما ادعاه بعض الصوفية أن الله تعالى حل في جسمه لأن الحلول هو قيام وجود في وجود آخر على سبيل التبعية الأمر الذي يجعل التابع محتاجا إلى المتبوع ، ولا يمكن رؤيته تعالى بالعيون والأبصار.
ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتصوره الانسان ويصفه بما يخرجه عن كونه واجب الوجود ويجعله شبيها أو مقارنا للمخلوقات في الذات أو الصفة كما تعتقد الشيعة الإمامية الاثنى عشرية.
وأن ما استدل به جماعة من المسلمين من غير الشيعة من أن لله تعالى يدا ووجها وعينا وساق وأنه متربّع على العرش شأنه شأن الملوك والسلاطين واستدلوا على ذلك بآيات من القرآن الحكيم كقوله تعالى : (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) ، (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) ، (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ، (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) وغيرها من الآيات على ما ذكر الشيخ عبد الله بن علي القصيمي في كتاب (الصراع بين الاسلام والوثنية) وأن كل ما قالوه في ذلك غير وارد وغير صحيح بعقيدة الشيعة الجعفرية.
قال الشيعة الجعفرية الاثنى عشرية :
إن ما ورد في القرآن من نسبة الوجه واليد والاستواء لله تعالى كلها مجازات استعملت في غير معانيها الحقيقية ، ولا ينكر أحد بأن في القرآن الكريم ألفاظ استعملت على سبيل المجاز كما استعملت في الحديث الشريف ، وكلمات البلغاء