فيكون آخر ألم يصيبهم وكفارة آخر وزر عليهم ، ويصفي الكافرين من حسناتهم فيكون آخر لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم ، وهو آخر ثواب حسنة تكون لهم.
وجاء رجل إلى النبي الأكرم عليهالسلام فقال : يا رسول الله ما لي لا احب الموت ، فقال ألك مال قال نعم قال عليهالسلام قد قدمته قال لا قال فمن ثم لا تحب الموت.
وقيل لأبي ذر (ره) : ما لنا نكره الموت فقال : لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة ، فتكرهون أن تنتقلوا عن عمران إلى خراب. فقيل له : كيف ترى قدومنا على الله تعالى قال : أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه ، قيل فكيف حالنا عند الله قال اعرضوا أعمالكم على الكتاب ، إن الله عزوجل يقول : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) قال الرجل فأين رحمة الله قال (رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) وروى ثقة الإسلام في الكافي عن يعقوب الأحمر في الصحيح قال : دخلنا على أبي عبد الله عليهالسلام نعزيه باسماعيل فترحم عليه ثم قال إن الله عزوجل نعى إلى نبيه نفسه فقال (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) وقال (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ثم أنشأ عليهالسلام يحدث فقال : انه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد ، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرائيل وميكائيل ، قال : فيجيء ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله عزوجل فيقول له من بقي ، وهو أعلم ، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت وحملة العرش وجبرائيل وميكائيل ، فيقال قل لجبرائيل وميكائيل فليموتا ، فيقول الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك وأمينيك ، فيقول إني قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت ، ثم يجيء ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عزوجل ، فيقال له من بقي وهو أعلم ، فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت وحملة العرش ، فيقول قل لحملة العرش فليموتوا ، قال ثم يجيء حزينا لا يرفع طرفه فيقال له من بقي فيقول يا رب لم يبق إلا ملك الموت فيقال له مت يا ملك الموت فيموت ، ثم يأخذ الأرض بيمينه