وأنت الكتاب المبين الذي |
|
بأحرفه يظهر المضمر |
قال الامام الصادق عليهالسلام : أول العبر والأدلة على الباري جل قدسه تهيئة هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه فإنك اذا تأملت العالم بفكرك وميزته بعقلك وجدته كالبيت المبنى المعدّ فيه جميع ما يحتاج إليه عباده فالسماء مرفوعة كالسقف والأرض ممدودة كالبساط والنجوم منضودة كالمصابيح والجواهر مخزونة كالذخائر وكل شيء فيها لشأنه معدّ.
والانسان كالملك ذلك البيت والمحوّل إليه جميع ما فيه وضروب النبات مهيأة لمآربه وصنوف الحيوانات مصروفة في مصالحه ومنافعه.
وفي هذا دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملائمة ، وأن الخالق له واحد وهو الذي أوجده وألّفه ونظّمه.
قال ابن أبي الحديد في مقام التوحيد :
فيك يا اعجوبة الكون غدا الفكر كليلا |
|
أنت حيّرت ذوي اللب وبلبلت العقولا |
كلما قدّم فكري فيك شبرا فرّ ميلا |
|
ناكصا يخبط في عمياء لا يهدي سبيلا |
وفي الذرة آتوم دلائل على وجود الله تعالى :
(فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ).
ومما لا يمكن إبصاره الذرة فإنها من الصغر بحيث لا يمكن للانسان أن يبصرها حتى بأدق الآلات ، وقد أصبح اليوم التعرف إلى الذرة وما أودع الله فيها من تركيب وقوانين ومعادلات من أهم العلوم الحديثة وأدقها وإصبعها ، وأصبح علم الذرة علما هاما يتخصص فيه بعد دراسة الفيزياء العالية على ضوء الرياضيات العالية ، لذلك يجدر بنا أن نتكلم عن الذرة وهي من النوع غير المنظور ما خلق الله تعالى بشيء من التفصيل.