كان يقول ديموقراطيس الفيلسوف اليوناني منذ زمن بعيد (قبل الميلاد بخمسة قرون) أنه لو قسمت قطعة من الحديد مثلا إلى جزءين ثم قسم أحد الجزءين إلى جزءين آخرين أيضا وكررت هذه العملية مرات متعددة جدا فإننا سنصل إلى مرحلة لا نتمكن فيها من تقسيم الجزء الأخير إلى جزءين آخرين مع الاحتفاظ بخواص الحديد ، أي أنه لو قسم الجزء الأخير أيضا لا نحصل على الحديد بل يكون شيئا غير الحديد فصار الجزء الأخير الذي لا يمكن تجزئته بجزء لا يتجزأ وهذا ما يسمى اليوم بالذرة آتوم Atme ومعناها في اليونانية غير المنظور.
وهكذا ذكرها فلاسفة الاسلام من الملا صدرا في الأسفار والميرداماد ملا هادي السبزواري وغير ذلك من الفلاسفة.
وان البحوث الأخيرة في علم الفيزياء أيّدت هذه النظرية أيضا وبرهنت على صحتها.
وذلك أن كل عنصر كالحديد أو الذهب يمكن تجزئته إلى أجزاء متعددة إلى مرحلة يقف امكان التجزئة فيها مع الاحتفاظ بخاصية ذلك العنصر حتى تبلغ إلى جزء لا يتجزأ أي جزء لا يمكن تقسيمه وتجزئته مع الاحتفاظ بخاصية ذلك العنصر أي لا يكون بعد ذلك جزء الحديد حديدا أو جزء الذهب ذهبا ، والذرة هي هذا الجزء الذي لا يتجزأ.
وإن العالم المادي مكون من عناصر مختلفة كالحديد والذهب والكاربون وغاز الهيدروجين أو الايدروجين وغاز الاوكسجين الخ. وأصبح عدد هذه العناصر التى اكتشفها العلم الحديث ١٠٠ عنصر لحد اليوم.
وقد أعلن من عام ١٨٩٧ السير تومسون وغيره أنهم تمكنوا من أن يفصلوا من جميع أنواع الذرات التي هي في حالة تعادل جسميات متساوية في الوزن وذات شحنات كهربائية سالبة متساوية أطلقوا عليها اسم الالكترونات بالنسبة لشحنتها السالبة وإن ذلك يدل أن الذرة المتعادلة لا بد أن تكون مكونة من جزءين