وفي خلق الله تعالى جميع ما في الكون من حيوان ونبات وجماد والأنجم بصورة زوجية حكمة بالغة كي يؤمن هذا الانسان أن الوحدة خاصة بالله تعالى لا يشاركه فيها أحد وأن كل شيء من المخلوقات لا بد له من شريك وزوج ، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم.
(وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ).
هل توصل الماديون إلى فلسفة اختلاف الألسنة والألوان بصورة صحيحة عميقة دون الاكتفاء بالظواهر وهل درى عوامل اختلاف الألسنة وكيف تكلم الانسان وكيف ارتبط اللسان بالفكر حتى أمسى معبرا عما يختلج في نفسه.
الاختلاف في اللسان :
ذكر الفيلسوف طنطاوي في تفسيره ج ١٥ ص ٥٦ أن الاختلاف في اللسان وهو قسمان : قسم لفظي وقسم خطي ، قالوا ان اللغات تفرعت من أصل واحد الى لغات مرتقية وغير مرتقية هي أولا الزنجية وهي في الأرخبيل الهندي وفي أواسط افريقيا ، ثانيا : الأمريكية التي يتكلم بها أهل أمريكا الأصليون ، ثالثا : اللغة المستعملة في البلاد الشرقية الشمالية الآسيوية في جزائر سفالين ونحوها رابعا : اللغة الصينية وهي أحادية لا فرق فيها بين الاسم والفعل والحرف ، أما المرتقية فهي إما غير متصرفة وإما متصرفة فغير المتصرفة هي اللغات الطورانية كالتركية والمغولية والقفازية والإغرانية.
واللغة المتصرفة تنقسم الى قسمين : الآرية والسامية ، فالآرية هي أولا : الجرمانية المان وفروعها : الاسيلاندي ، النرويجي ، السويدي ، الدانماركي ، الانجليزي ، الهولندي.
وثانيا : الصقلابية السربية ، البلغارية ، البوهيمية ، البولونية ، والدوسية. وثالثا : الهندية. ورابعا : الفارسية. وخامسا : الأرمنية. وسادسا : اليونانية. وسابعا : اللاتينية الكلية.