السنون وكثرت الأشجار وقلّت الثمار وغلّت الأسعار وكثرت الرياح وتبينت الاشراط وظهر اللواط واستحسنوا الخلف وضاقت المكاسب وقلت المطالب واستمروا بالهوى وتفاكهوا بشتم الآباء والامهات وأكل الربا وفشا الزنا وقل الرضا واستعملوا السفهاء وكثرت الخيانة وقلت الأمانة وذكّى كل امرئ نفسه وعمله واشتهر كل جاهل بجهله وزخرفت جدران الدور ورفع بناء القصور وصار الباطل حق والكذب صدقا والصحة عجزا واللوم عقلا والضلال هدى والبيان عمى والصمت بلاهة والعلم جهالة وكثرت الآيات وتتابعت العلامات وتراجموا بالظنون ودارت على الناس رحى المنون وعميت القلوب وغلب المنكر المعروف وذهب التواصل وكثرت التجارات واستحسنوا البطالات وتهادوا أنفسهم بالشهوات وتهاونوا بالمعضلات وركبوا جلود النمور وأكلوا المأثور ولبسوا الحبور وآثروا الدنيا على الآخرة وذهبت الرحمة من القلوب وعم الفساد واتخذوا كتاب الله لعبا ومال الله دولا واستحلوا الخمر بالنبيذ والفحش بالزكاة والربا بالبيع والحكم بالرشا وتكافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء وصارت المباهاة في المعصية والكبر في القلوب والجور في السلاطين والسفاهة في سائر الناس فعند ذلك لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق الى شاهق ومن واد الى واد.
وذهب الإسلام حتى لا يبقى إلا اسمه واندرس القرآن من القلوب حتى لا يبقى إلا رسمه يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم لا يعلمون بما فيه من وعد ربهم ووعيده وتحذيره وتنذيره وناسخه ومنسوخه فعند ذلك تكون مساجدهم عامرة وقلوبهم خالية من الإيمان ، علمائهم شرّ خلق الله على وجه الأرض منهم بدت الفتنة وإليهم تعود ويذهب الخير وأهله ويبقى الشر وأهله ويصير الناس بحيث لا يعبأ الله بشيء من أعمالهم قد صب إليهم الدنيا والدرهم حتى ان الغنى ليحدث نفسه بالفقر.
ظهور القلانس :
قرب الأسناد تأليف عبد الله بن جعفر الجزء الأول ص ٤١ عن رسول