يقول جان جاك روسو : أن نعتقد أن مادة ميتة تقوى على إيجاد هذه الكائنات الحية الكثيرة وأن الضرورة العمياء تتمكن من خلق الموجودات العاقلة وأن شيئا عديم العقل يستطيع أن يوجد أشياء مدركة (عقلا) ومن البديهي أن الحركة ليست بأمر ذاتي في الجسم فلا بدّ من محرك ومتصرف في الكون وأن سلسلة الحركات الكونية كلها تنتهي إلى المحرك الأول هو الله تعالى.
وأما هرشل فيقول كلما توسع أفق العلم كلما ازددنا معرفة بالله ذلك لأن العلم يزودنا ببراهين قطيعة على وجود الخالق الأزلي القدير الذي لا حد لقدرته.
يقول المادي : ان الإلهيين يؤمنون بخالق لا يدرك بحواسنا ، الجواب أن هناك أشياء كثيرة موجودة ولا تدرك بحواسنا ، ولكن العقل يحكم بوجودها كالالكترون يقول الله تعالى في سورة الحاقة : (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ). وأن الإنسان الذي جهز بحب الاستطلاع إن لم يلوث الفطرة بخموره وفجوره يعترف بصورة طبيعية بالله تعالى كما يعترف الفيزيائي بوجود الالكترون ومعلوم أن الالكترون لا يمكن إدراكه ماديا ومع ذلك فهو معروف بآثاره اكثر من قطعة من الخشب.
قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام : وبأسمائك التي ملأت أركان كل شيء.
فما من شيء في الكون إلا وهو ينادي لما فيه من نظام وجمال وكمال بعظمة الله تعالى يسبحه ويقدسه أليست هذه القوة قوة الجذب بين الكرات هذه القوة التي يجهل حقيقتها العلم الحديث تدل على أن الكون يسير بإرادة الله تبارك وتعالى ومشيئته. (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (سورة فاطر : ٤١).
وما أعظم ما جاء في دعاء علمه أمير المؤمنين علي عليهالسلام كميلا حين يقول : اللهم إني اسألك برحمتك التي وسعت كل شيء... إلى أن يقول وبعظمتك التي ملأت كل شيء وبسلطانك الذي علا كل شيء وبوجهك الباقي بعد فناء كل شيء