وهذا الشيء على فرض أنه كان جوهرا ولونا واحدا يستحيل أن يتبدل إلى ألوان مختلفة إذ أن التغير والتبدل من صفات الحادث : المستحيلة على الأزلي ، ثم إن كان هذا الجوهر الاول حيا فكيف جاء منه الموت أو كان ميتا كيف يجيء منه الحي مع أن الميت لا يمكن أن يكون أزليا إذ أن الأزلية غني مطلق دون أي نقص وحالة منتظرة ، فهذه البراهين سنادها في حدوث العالم ، إنما هو التغير المحسوس فيه ظاهرة بينة تدلنا على الحدوث دون مراء.
الزنديق : فمن أين قالوا ان الأشياء أزلية.
الإمام عليهالسلام : هذه مقالة قوم جحدوا مدبر الأشياء ، فكذبوا الرسل ومقالتهم والأنبياء وما أنبئوا عنه وسموا كتبهم أساطير الأولين ووضعوا لأنفسهم دينا بآرائهم.
الحركة والتغير والزمان من براهين الحدوث ان الأشياء تدل على حدوثها ، من دوران الفلك بما فيه وهي سبعة أفلاك وتحرك الأرض ومن عليها وانقلاب الأزمنة واختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلى واضطرار النفس إلى الإقرار بأن لها صانعا ومدبرا.
(أما ترى الحلو يصير حامضا والعذب مرا والجديد باليا وكل إلى تغير وفناء) هذا استدلال بالحركة والتغير والزمان في المادة مع حدوثها كما سبق البحث عنها.
(ان الله عالم بالأشياء قبل الإيجاد)
الزنديق : فلم يزل صانع العالم عالما بالأحداث التي أحدثها قبل أن يحدثها.
الإمام عليهالسلام : لم يزل يعلم فخلق ما علم.
الزنديق : أمختلف هو أم مؤتلف.
الإمام عليهالسلام : لا يليق به الاختلاف ولا الايتلاف ، إنما يختلف المتجزئ ويأتلف المتبعض فلا يقال له : مؤتلف ولا مختلف.