ووَجَبَ كونُ النارِ لهم ونحو ذلك وأما الفراء وأصحابه فذهبوا الى أن جَرَمَ اسم منصوب بلا على التَّبْرِئَة فقال الفراءُ لا جَرَم كلمةٌ كانت في الاصل والله أعلم بمنزلة لابُدَّ أنك قائم ولا مَحالةَ أنك ذاهب فَحُرِّكَ على ذلك وكَثُر استعمالُهم إياها حتى صارت بمنزلة حقا وحقا عنده في منزلة قسم واستدل على ذلك بما ذكر عن العرب من قولهم لا جَرَمَ لآتِيَنَّكَ لا جَرَم لقد أَحْسَنْتَ قال وكذلك فسرها المفسرون بمعنى الحَقِّ وأصلُ جَرَمْتُ كَسَبْتُ ورأيتُ بعضَ الكوفيين يَجْعَلُ أنَّ في موضع نصب في لابُدَّ ولا محالةَ ولا جَرَمَ وقال بعض الكوفيين جَرَمَ أصلُه الفعلُ الماضى فحوّل عن طريق الفعل ومنع التَّصرفَ فلم يكن له مستقبل ولا دائم ولا مصدر وجُعِلَ مع لا قَسَمًا وتركت الميم على فتحها الذى كان لها في المضى كما نقلوا حاشَى وهو فعل ماض ومستقبله يُحاشِى وفاعله مُحاشٍ ومصدره مُحاشاةً من باب الافْعَالِ الى باب الادَواتِ لَمَّا أزالوه عن التصرف فقالوا قام القوم حاشا عبدِ الله فخفضوا به ولو كان فعلا ما عَمِلَ خَفْضًا وأبْقَوْا عليه لفظَ الفِعْلِ الماضى ومن أيمانهم لا وقائِت نَفَسِى القَصيرِ لا والذى يَقُوتُنى نَفسى ما كان الا كذا لا والذى لا أَتَّقِيهِ الا بمَقْتَلِهِ لا ومُقَطِّعِ القَطْرة لا وفالِق الاصْباح لا ومُهِبّ الرياح لا ومُنْشِر الارْواح لا والذى مسحتُ أَيْمَنَ كَعْبَتِه لا والذى جَلَّد الابلَ جُلُودَها لا والذى شَقَّ الجبالَ للسَّيل والرجالَ للخَيْل لا والذى شَقَّهُنَّ خَمْسًا من واحدٍ ـ قال أحمد بن يحيى يريدون الاصابعَ من الكَفِّ قال الفارسى وهو معنى قوله تعالى (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أى نَجْعَلَها مع كَفّه صحيحةً مُسْتَوِيةً لا شُقوقَ فيها كخُفِّ البعير ويَعْدَم الارْتِفاقَ بالاعمال اللطيفة كالخِياطة والكتابة والخِرَازَة والصِّياغَةِ ونحو ذلك من لطيف الاعمال التى يُسْتعان عليها بالاصابع لا والذى وَجْهِى زَمَمَ بَيْتِهِ ـ أى مُقابِلَ بيته ومُواجِهَه يقال مُرَّ بِهِمْ فانهم على زَمَمٍ من طَريقِكَ لا والذى هو أقربُ الىّ من حَبْلِ الوَرِيدِ لا والذى يَرانِى من حيثُ ما نَظَرَ لا والذى رَقَصْنَ بِبَطْحائِه لا والرَّاقِصاتِ له ببَطْنِ جَمْعٍ لا والذى نادَى الحَجِيجُ له لا والذى أَمُدُّ اليه بيدٍ قَصيرةٍ لا والذى يَرانِى ولا أَراه لا والذى كُلُّ الشُّعُوب تَدِينُه* قال على بن حمزة قال السيرافى* وإى مستعملة في ذلك كله يذهب الى أن كل واحدٍ من هذه الاقسام بلا وإى* غيره* وكلمةٌ لأَهْلِ الشِّحْرِ يقولون بِعِزِّى لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّك كما نقول نحن لَعَمْرِى ولَعَمْرُكَ