وكان مولده سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة.
وسمع من : أبي القاسم الرّبعيّ ، وأبي الغنائم النّرسيّ ، وأبي زكريّا بن مندة ، وغيرهم.
ثمّ طلب بنفسه ، وقرأ الكثير.
وسمع من : أبي عبد الله البارع ، وابن الحصين ، وابن كادش ، وأبي غالب بن البنّاء.
وقرأ العالي والنّازل إلى أن قرأ على أقرانه. وكان له كتب كثيرة إلى الغاية (١). وروى الكثير ، وتخرّج به خلق في النّحو.
وحدّث عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وذكره في تاريخه فقال : شابّ كامل ، فاضل ، له معرفة تامّة بالأدب ، واللّغة ، والنّحو ، والحديث ، يقرأ الحديث قراءة حسنة ، صحيحة ، سريعة ، مفهومة.
سمع الكثير بنفسه ، وجمع الأصول الحسان من أيّ وجه ، وكان يضنّ بها.
سمعت بقراءته من أبي بكر محمد بن عبد الباقي ، وابن السّمرقنديّ ، وسمعت لقراءته مجلّدات من «طبقات» ابن سعد. وكان يديم القراءة طول النّهار من غير فتور.
قلت : كان عمره إذ ذاك أربعين سنة.
قال : وسمعت أبا شجاع عمر البسطاميّ يقول : لمّا دخلت بغداد قرأ عليّ ابن الخشّاب «غريب الحديث» لأبي محمد القتيبيّ قراءة ما سمعت قبلها مثلها في الصّحة والسّرعة. وحضر جماعة من الفضلاء ، وكانوا يريدون أن يأخذوا عليه فلتة لسان فما قدروا.
__________________
(١) قال سبط ابن الجوزي : وكان مغرى بشراء الكتب ، وحضر يوما سوق الكتبيين فنودي على كتاب بخمسمائة دينار ولم يكن عنده شيء فاشتراه وقال : أخّروني ثلاثة أيام ، ومضى ، فنادى ، فبلغت خمسمائة دينار ، فقبض صاحبها وباعه بخمسمائة دينار ، فوفاه من ثمن الكتب وبقيت الدار له بعشرين دينار وقيل بغير شيء.