وفي كتابه يقول : «ولم ينج من عشرة آلاف غير عشرة حمر مستنفرة ، فرّت من قسورة».
[وصول الفتوحات إلى النوبة]
وذكر ابن الأثير (١) أنّ صلاح الدّين لمّا استولى على مصر ، وأراد أن يستبدّ بالأمر ، خاف من نور الدّين ، وعرف أنّه ربّما يقصده ، ويأخذ منه مصر ، فشرع هو وأهل بيته في تحصيل مملكة تكون لهم ملجأ إن حصرهم. فجهّز أخاه توران شاه إلى النّوبة ، فافتتح منها.
[الفتوحات في اليمن]
فلمّا عاد تجهّز إلى اليمن بقصد عبد النّبيّ صاحب [زبيد] (٢) ، وطرده عن اليمن. وحسّن لهم ذلك عمارة اليمنيّ. فسار في أكمل الهيبة والأهبة ، فلم يثبت له أهل زبيد ، وتفرّقوا ، فعمد العسكر إلى سور زبيد ، ونصبوا السّلالم ، وطلعوا ، فأسروا عبد النّبيّ وزوجته الحرّة ، وكانت صالحة ، كثيرة الصّدقة ، فعذّبوا عبد النّبيّ ، واستخرجوا منه أموالا كثيرة ، ثمّ سار توران شاه إلى عدن ، وهي لياسر ، فهزموه وأسروه. ثمّ سار فافتتح حصون اليمن ، وهي قلعة تعز (٣) ، وقلعة الجند (٤). واستناب بعدن عزّ الدّين عثمان بن الزّنجبيليّ ، وبزبيد سيف الدّولة مبارك بن منقذ (٥).
__________________
(١) في الكامل ١١ / ٣٨٦ ، ٣٨٧ و ٣٩٦.
(٢) إضافة على الأصل من : الكامل ١١ / ٣٩٦.
(٣) في الكامل ١١ / ٣٩٨ «قلعة التعكر».
(٤) الجند : بتحريك الجيم والنون بالفتح.
(٥) الكامل ١١ / ٣٩٦ ـ ٣٩٨ ، النوادر السلطانية ٤٦ ، الروضتين ج ١ ق ٢ / ٥٥١ ـ ٥٥٥ ، زبدة الحلب ٢ / ٣٣٩ ، ٣٤٠ ، النكت العصرية ٣٥٢ ـ ٣٥٥ ، مفرّج الكروب ١ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠ ، سنا البرق الشامي ١ / ١٤٠ ، تاريخ الزمان ١٨٩ ، المغرب في حلى المغرب ١٤٢ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٤ ، العبر ٤ / ٢٠١ و ٢٠٧ ، دول الإسلام ٢ / ٨٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٨٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٣٨٤ ، البداية والنهاية ١٢ / ٢٧٣ ، ٢٧٤ ، مآثر الإنافة =