[وفاة خوارزم شاه]
وفيها مات خوارزم شاه أرسلان ، وملك بعده ابنه الصّغير محمود (١).
[الحرب بين أبناء خوارزم شاه على الملك]
وكان ابنه الكبير علاء الدّين تكش غائبا نائبا لأبيه على الجند ، فاستنجد بالخطا ، وأقبل بهم ، فاستعان أخوه محمود بصاحب نيسابور المؤيّد ، وعملوا المصافّ ، فأسر المؤيّد وذبح صبرا ، وهرب محمود ، وأسرت أمّه فيما بعد ، وقتلت ، وثبت قدم تكش في الملك ، فجاءت رسل صاحب الخطا بأمور مشقّة ، واقتراحات صعبة ، فقتل كلّ من عنده من الخطا ، ونبذ إلى ملك الخطا ، فسار محمود إلى ملك الخطا ، فجهّز معه جيشا ، فنازل خوارزم وحصرها ، فأمر تكش بإجراء ماء جيحون ، فكانوا يغرقون ، فرحلوا وندموا ، فسار محمود بهم ، فأخذ مرو ، فعادت الخطا إلى بلادها ، وجعل محمود الغزّ من دأبه ، وحاربهم وأولاهم ذلّا ، ثمّ افتتح مدينة سرخس سنة ستّ وسبعين ، ثمّ أخذ طوس (٢).
وأمّا نيسابور مملكتها ، فتولّاها طغان شاه ، بعد والده المؤيّد ، وكان لعّابا ، مسرفا على نفسه ، ملك أربع عشرة سنة ومات (٣).
[انهزام الروم أمام مليح الأرمني]
وفيها ، في جمادى الأولى هزم مليح بن لاون (٤) الأرمنيّ النّصرانيّ صاحب بلاد الدّروب وسيس عسكر الرّوم ، لعنهم الله تعالى. وذلك أنّ نور
__________________
(١) انظر عن (وفاة خوارزم شاه) في : الكامل في التاريخ ١١ / ٣٣٧ ـ ٣٨٥ ، وتاريخ مختصر الدول ٢١٥ ، والمختصر في أخبار البشر ٣ / ٥٢ ، ٥٣ ، والعبر ٤ / ٢٠٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٨١ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٨١ ، وتاريخ ابن خلدون ٥ / ٨٣ ، وتاريخ ابن سباط ١ / ١٣٢ ونهاية الأرب ٢٧ / ٢٠٢ ، مآثر الإنافة ٢ / ٥٥.
(٢) دول الإسلام ٢ / ٨١.
(٣) الكامل ١١ / ٣٧٧ ـ ٣٧٩ ، المختصر في أخبار البشر ٣ / ٨٥٣
(٤) يرد في المصادر العربية : «لاون» و «ليو» و «ليون» و «لاو».