ثمّ حكى انزعاج ابن هبيرة بقوله له : ما قلت ليس صحيحا (١). فانقطع الأشيريّ ، وطلبه الوزير ولاطفه ، وما تركه حتّى قال له مثل قوله له ، ووصله بمال ، رحمهماالله تعالى (٢).
٢٠ ـ عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الرحمن بن طاهر بن محمد (٣).
أبو طالب بن العجميّ ، الحلبيّ.
من بيت حشمة ، وتقدّم ، وفضيلة.
رحل إلى بغداد فتفقّه على : أبي بكر محمد بن أحمد الشّاشيّ ، وأسعد الميهنيّ ، وسمع من : أبي القاسم بن بيان. وعاد إلى بلده ، وتقدّم بها. وقدم رسولا من صاحب حلب إلى دمشق ، وتولّى عمارة المسجد الّذي ببعلبكّ في أيّام أتابك زنكيّ بن آق سنقر ، ثمّ حجّ وجاور ، وتولّى عمارة المسجد الحرام من قبل صاحب الموصل. وبنى بحلب مدرسة مليحة ، ووقف عليها. وكان فيه عصبيّة وهمّة ومحبّة للعلماء (٤).
ولد سنة ثمانين وأربعمائة.
روى عنه : أبو سعد السّمعانيّ ، وعمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو محمد بن
__________________
(١) قيل جرى بينه وبين الوزير ابن هبيرة كلام في دعائه عليهالسلام يوم بدر : «إن تهلك هذه العصابة» ، وكان الصواب معه ، وقد نازع الوزير بعنف ، فأحرجه حتى قال له الوزير : تهذي! ليس كلامك بصحيح. وانفضّ الناس ، ثم اعتذر إليه الوزير بكل طريق. (إنباه الرواة ٢ / ١٣٩).
(٢) وقال ابن ناصر الدين : وفي «ذكر من أجاز علما» جمع أبي جعفر محمد بن الحسين الكاتب : عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأشيري ، أبو محمد ، توفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة. انتهى.
وهو الّذي ذكره المصنّف ، ولكن اختلفا في وفاته ، والأول هو الأكثر. (توضيح المشتبه ١ / ٢٣٧).
(٣) انظر عن (عبد الرحمن بن الحسن) في : تاريخ دمشق (المطبوع) ٢٠ / ٢٦٢ ، ٢٦٣ ، ومرآة الزمان ٨ / ٢٦٣ ، ٢٦٤ وفيه : «عبد الرحمن بن الحسين» ، والعبر ٤ / ١٧٥ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٣٧٢ ، وشذرات الذهب ٤ / ١٩٨ ، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي ق ٢ ج ٢ / ١٧١ رقم ٤٩١ وفيها : «عبد الرحمن بن الحسين».
(٤) وهو عمّر جامعا ببعلبكّ. (مرآة الزمان).