فقيها مالكيّا ، فذكروا له الأشيريّ ، فطلبه من نور الدّين ، فسيّره إليه ، فأكرمه. ثمّ حجّ من بغداد بعياله سنة ستّين ، فضاق بهم الحال ، فأقام بالمدينة ، ثمّ جاء بمفرده في وسط السّنة إلى الشّام ، فاجتمع بنور الدّين بظاهر حمص ، فوعده بخير ، فاتّفق أنّه مرض ومات في رمضان باللّبوة.
وله كتاب «تهذيب الاشتقاق» الّذي للمبرّد.
ثمّ إنّ نور الدّين أحضر عائلته مع متولّي السّبيل ، وقرّر لهم كفايتهم بحلب ، وصار ابنه جنديّا.
وقال الأبّار : عبد الله بن محمد الصّنهاجيّ الأشيريّ ، سمع : أبا جعفر بن غزيون ، وغيره. وكان شاعرا ، كتب لصاحب المغرب. فلمّا توفّي مخدومه استؤسر ونهبت كتبه ، فتوجّه إلى الشّام.
ذكره ابن عساكر وقال : سمع منّي وسمعت منه (١). وتوفّي في شوّال.
وقال ابن نقطة (٢) : سمع من شريح بن محمد ، وابن العربيّ. وكان ثقة ، صالحا ، حافظا ، توفّي في رمضان.
قلت : أشير قلعة بالمغرب لبني حمّاد.
قال ابن النّجّار : ثنا عنه ابن الحصريّ ، وقال : كان إماما في الحديث ، ذا معرفة بفقهه ومعانيه ، ورجاله ، ولغته.
__________________
(١) وزاد ابن عساكر : وكتب عنّي كتابا ألّفته لأجله سمّيته «كتاب بعض ما انتهى إلينا من الأخبار في ذكر من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة الأخيار» ، وغيره. وعلّقت عنه شيئا من أخبار أبي الوليد الباجي ، ولم أسمع منه حديثا مسندا لنزول سنده.
وكان أديبا له شعر جيد. ثم توجّه إلى حلب. وذكره أبو اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان التنوخي القاضي المنشئ للملك العادل ـ رحمهالله ـ الأمير أبو يعقوب يوسف بن علي الملثّم ، وهما في صحبته في الزيارة بالبقاع ، وأثنيا عليه خيرا كثيرا ، ورغّباه في تربته بحلب المحروسة لتقوية السّنّة بها لحاجة أهلها إلى مثله ، فنقله الملك العادل إلى ثغر حلب ، وقرّر له كفايته ، وأقام يروي حديث رسول الله صلىاللهعليهوسلم سنتي ثمان وتسع وخمسين وخمسمائة ، وسفّره إلى حجّ بيت الله الحرام ، فجاور.
(٢) في الإستدراك ، باب : الأشيري والأشتري.