وكان يقال له أيضا «حجّة العرب». وكان أحد النّحاة المبرّزين ، والشّعراء المتجدّدين. وله عدّة تصانيف.
ذكره العماد الكاتب (١) فقال : أحد الفضلاء ، بل واحدهم فضلا ، وماجدهم نبلا. وبالغ في وصفه بالعلم ، والرئاسة ، والكرم ، والإفضال.
وقال ابن خلّكان (٢) : له مصنّفات في الفقه والأصلين ، والنّحو.
وله ديوان شعر ، فمن شعره :
سلوت بحمد الله عنها فأصبحت |
|
دواعي الهوى من نحوها لا أجيبها |
على أنّني لا شامت إن أصابها |
|
بلا ولا راض بواش يعيبها (٣) |
وروى عنه جماعة منهم القاضي شمس الدّين ابن الشّيرازيّ.
وتوفّي في تاسع شوّال.
ورئي في النّوم فقال : غفر لي ربّي بأبيات قلتها ، وهي :
يا ربّ ها قد أتيت معترفا |
|
بما جنته يداي من زلل |
ملآن كفّ بكلّ مأثمة |
|
صفر يد من محاسن العمل |
وكيف أخشى نارا مسعّرة |
|
وأنت يا ربّ في القيامة لي (٤) |
قال [ابن العديم] (٥) في «تاريخ حلب» : ذكر لي شمس الدّين محمد بن يوسف بن الخضر أنّ ملك النّحاة خلع عليه نور الدّين خلعة فلبسها ، ومرّ بطرقيّ قد علّم تيسا إخراج الخبيّة بإشارات علّمها التّيس ، فوقف ملك النّحاة على الحلقة وهو راكب ، فقال الطّرقيّ : في حلقتي رجل رجل عظيم القدر ، ملك في زيّ عالم ، أعلم النّاس ، وأكرم النّاس ، فأرني إيّاه. فشقّ التّيس
__________________
(١) في الخريدة ١ / ٨٨.
(٢) في وفيات الأعيان ٢ / ٣٩٢.
(٣) مرآة الجنان ٣ / ٣٦٨.
(٤) مرآة الزمان ٨ / ٢٩٧ ، معجم الآداب ٨ / ١٣٨ ، ١٣٩.
(٥) في الأصل بياض.