استشاروا فان أجمعوا على حكمها بما تستوحيه عقولهم أخذوا به وان اختلفوا اجتهد خليفة المسلمين فعمل بالقياس وبما تقتضيه المصلحة ، ففي كتاب عمر إلى شريح ، إذا حضرك أمر لا بد منه فانظر في كتاب الله فاقض به فان لم يكن ففيما قضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فان لم يكن ففيما قضى به الصالحون وأئمة العدل فان لم يكن فان شئت ان تجتهد برأيك فاجتهد وإن شئت أن تؤامرني ولا أرى مؤامرتك إياي إلا خيراً لك. وفي كتاب أعلام الموقعين ج ١ ص ٢٤٣ أن أبا عبيدة ذكر في كتاب القضاء قال : حدثنا كثير بن هاشم عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال : كان أبو بكر إذا ورد عليه حكم نظر في كتاب الله فان وجد فيه ما يقضي به قضى به وان لم يجد في كتاب الله نظر في سنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فان وجد فيها ما يقضي به قضى به فان أعياه ذلك سأل الناس : هل علمتم أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قضى فيه بقضاء فربما قام إليه القوم فيقولون : قضى بكذا وكذا ، فان لم يجد سنة سنها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جمع رؤساء الناس فاستشارهم فإذا اجتمع رأيهم على شيء قضى به ، وكان عمر يفعل ذلك فإذا أعياه أن يجد ذلك في الكتاب والسنة سأل : هل كان أبو بكر قد قضى فيه بقضاء فان كان لأبي بكر فيه قضاء قضى به وإلا جمع علماء الناس