واستشارهم ، فإذا اجتمع رأيهم على شيء قضى به. وروي عن ميمون بن مهران أن أبا بكر وعمر إذا لم يجدا في كتاب الله ولا في سنة رسوله حكماً للواقعة يجمعان الناس للاستشارة في استنباط حكمها بالاجتهاد والرأي فان اتفق المستشارون في الرأي اخذوا به. وروي أن عمر أمر شريحاً أن يعمل في الكوفة كذلك ويبني على ذلك قضاءه ، وكان بعضهم يحترم اجتهاد صاحبه فقد روي أن عمر بن الخطاب لقي رجلاً له قضية نظرها الإمام علي عليهالسلام فعرضها الرجل على عمر حين لقيه في الطريق فقال : لو كنت أنا لقضيت بكذا فقال الرجل فما يمنعك والأمر إليك فقال عمر : لو كنت أدرك إلى كتاب الله وسنة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لفعلت ولكن أدرك إلى رأي والرأي مشترك ولست ادري أي الرأيين أحق ، وفي هذا الدور عمل بالقياس وكان أول من بذر ذلك وأمر بالعمل به هو عمر بن الخطاب ففي كتابه لأبي موسى الاشعري (أعرف الأشياء والأمثال قس الأمور عند ذلك على نظائرها) ، وفي هذا الدور نشأ الخلاف بين الشيعة والسنة في الخلافة فالأولون يقولون بخلافة الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص من الله تعالى والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعده أولاده ، وأما أهل السنة فيقولون بأن الخليفة بعد الرسول هو أبو بكر ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ