«الإنسان في المدرسة» يمكن السؤال بأنّه عالم أم لا ، وكذلك إذا قلنا : بالاتّحاد بين الموضوع والمحمول يمكن السؤال عن نحو الاتّحاد الوجودي والماهوي ، بخلاف ناحية السلب فإنّه إذا قلنا : «الإنسان ليس في المدرسة» لا معنى للسؤال بأنّه عالم أو غير عالم ، وكذلك إذا قلنا : بسلب الهوهويّة بينهما لا محلّ للسؤال عن نوع الاتّحاد الغير المحقّقة ، ولذا لم يكن التنوّع فيها ، فإنّ ملاك السلب عدم الاتّحاد ، ولا يتحقّق ذلك إلّا بعد عدمه مفهوما ووجودا ، فللحمل قسمان وللسلب قسم واحد.
ولكنّ الظاهر من كلام صاحب الكفاية أنّه كما أنّ صحّة حمل اللفظ على المعنى بالحمل الأوّلي علامة على كونه عين الموضوع له ، وبالحمل الشائع علامة على كونه من أفراده ، وكذلك في طرف السلب فصحّة سلب اللفظ عنه بالسلب الأوّلي علامة على عدم كونه عين الموضوع له ، وبالسلب الشائع علامة على عدم كونه من أفراد الموضوع له ، ولذا يصدق «زيد إنسان» بالحمل الشائع ، وليس بإنسان بالسلب الأوّلي.
وقال عدّة من المنطقيّين للتفصّي من هذا التناقض : إنّ الوحدات الثمانية لا تكفي لحصول التناقض ما لم يضف إليها وحدة الحمل ، فيشترط في تحقّق التناقض وراء الوحدات الثمانية وحدة الحمل والسلب بمعنى كونهما معا أوّليّين أو صناعيّين.
وأمّا جوابه ـ كما قال به استاذنا المرحوم السيّد البروجردي ـ فإنّ تقسيم الحمل إلى قسمين صحيح ، ولكنّ السلب على قسمين ، فإنّ الملاك لصحّة الحمل هو الاتّحاد ، فإن كان الاتّحاد بحسب المفهوم كان الحمل أوّليّا ذاتيّا ، وإن كان بحسب الوجود الخارجي كان شائعا صناعيّا. وأمّا السلب فملاكه عدم