بحسب حالات المكلّفين ، كاختلاف صلاة الحاضر والمسافر والغريق والمريض.
فهذه الآيات كلّها شواهد بيّنة على أنّ ألفاظ العبادات كانت معلومة المفهوم عند رسول الله صلىاللهعليهوآله وأصحابه ومعاصريه من الكفّار ، وكلّهم يفهمون معانيها بلا معونة قرينة.
إن قلت : إنّ ثبوت هذه المعاني في الشرائع السابقة لا يدلّ على وجود تلك الألفاظ فيها ، بل كانت في بعضها بالسريانيّة كما في لغة عيسى عليهالسلام ، أو بالعبريّة كما في لغة موسى عليهالسلام وقد نقلت عنها بهذه الألفاظ الخاصّة في شريعتنا ، لاقتضاء مقام الإفادة ذلك.
قلنا : إنّ المهمّ تحقّق هذه المعاني بعنوان عبادة مخصوصة في الشرائع السابقة ولو كانت باللغة السريانيّة أو العبريّة ، فإذا تحقّق أنّ الصوم أو الصلاة كان فيها بعنوان عبادة من العبادات يكفي في الاستدلال ؛ على عدم كون هذه المعاني مستحدثة في شريعة الإسلام ، مع أنّه مخالف لظاهر الآيات ، ولا يكون جوابا لمعهوديّة تلك الألفاظ عند رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعاصريه من الأصحاب والمشركين حين نزول الآيات.
ولا يتوهّم أنّ الألفاظ المذكورة موضوعة بإزاء تلك المعاني في ألسنة الأنبياء السالفة ؛ لأنّه وإن كان ممكنا في نفسه إلّا أنّه لا شاهد عليه ، لا من الآيات ، ولا من الروايات ، مع أنّه لو كان كذلك فلا فائدة لنا في بحث الحقيقة الشرعيّة ، فإنّ جميع الاستعمالات في لسان النبيّ صلىاللهعليهوآله تحمل على المعاني السابقة.
الجهة الثالثة : في أنّه لا بدّ للوضع من موقعيّة تقتضي تحقّقه فيها ، ولا معنى له بدونها ، فإنّ الواضع بعد ملاحظة أنّه كان معنى الصوم ـ مثلا ـ موردا لابتلاء