بربع القرآن.
وأمّا جمع أبي بكر فعبارة عن جمعه من الأوراق والأخشاب والجلود في القرطاس ، كما يشهد له بعض روايات العامّة بأنّ أوّل من جمع القرآن في القرطاس هو أبو بكر (١).
وأمّا جمع عثمان فعبارة عن جمع الناس على قراءة واحدة ، فإنّ في عصره بسبب انتشار القرآن بين قبائل العرب واختلافهم في الألسنة اختلفت قراءتهم ، ولذا أمر بإحراق المصاحف المكتوبة بسائر القراءات ، فيستفاد من هذا انحصار طريق إثبات القرآن بالتواتر فقط.
ولا بدّ في كلّ آية من إثبات امور ثلاثة فيها بالتواتر : الأوّل : كونها جزء من القرآن ، والثاني : كونها جزء من سورة كذا ، والثالث : كونها قبل آية كذا وبعد آية كذا. فكيفيّة إيصال القرآن إلينا مثل كيفيّة إيصاله إلى سائر المسلمين ، وهذا هو التواتر لا نقل الأئمّةعليهمالسلام.
وأمّا ما قال به صاحب المحاضرات تبعا للمحقّق النائيني قدسسره فلا يخلو من مناقشة ، فإنّه إن كان المراد من الفرض الثاني ـ أي قوله : «نعم ، لو فرض كلام وصل إلينا من النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله بلا واسطة الأئمّة عليهمالسلام فيمكن أن تظهر الثمرة فيه إذا فرض الشكّ في مراده صلىاللهعليهوآله منه ، إلّا أنّه فرض في فرض» ـ عدم وجدان مورد نشكّ فيه ، قلنا : عدم الوجدان لا يدلّ على عدم الوجود.
وإن كان مراده عدم الوجود بحسب الواقع قلنا : إنّ هذا الادّعاء متوقّف على التتبّع والإحاطة بجميع الكتب الروائيّة من المسلمين جميعا ، وهو مشكل جدّا مع تعدّدها وتنوّعها. فقبول هذا الادّعاء بعيد.
__________________
(١) الإتقان في علوم القرآن : ٧٨.