انقش» ـ بأنّ المحمولات عرض أم لا؟ وأنّ العرض الذاتي بما فسّره أهل المنطق والفلسفة ـ من أنّه ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتيّة ـ يختصّ بالواقعيّات أو يشمل الامور الاعتباريّة أيضا؟ لا شكّ في أنّ المراد من العرض عندهم الموجود الذي له واقعيّة خارجيّة ، لكنّه غير مستقلّ في الوجود ، ويحتاج في وجوده إلى المحلّ ، مثل ألوان الأجسام ، وإذا كان كذلك فكيف يجري هذا في العلوم الاعتباريّة ـ كالفقه والاصول وأمثال ذلك ـ مع أنّه لا يكون للعرض بهذا المعنى فيها أثر ولا خبر؟!
ويشكل عليهم مع هذا أنّ بعض العلوم واقعيّة محضة لا يتصوّر فيه هذا النحو من العرض ، مثل علم الكلام والعرفان ، كقولك : الله تعالى عالم ، لا شكّ في أنّه واقع محض ، مع أنّ علمه تعالى عين ذاته ، ولا يعقل التعبير عن علمه تعالى بالعرض ، وإنّا نبحث عن العوارض الذاتيّة لله تعالى!
وأمّا الإشكال الأهمّ فإنّه يكون في العلوم الاعتباريّة ، فإنّك تقول في علم الفقه ـ مثلا ـ : الصلاة واجبة ، ونسأل هل الصلاة معروضة للوجوب والوجوب عرض لها؟ وعلى فرض كونها معروضة له هل يكون وجودها الخارجي معروضا له أو وجودها الذهني أو ماهيّتها؟ وكلّها لا يعقل أن تكون معروضا له ؛ إذ لو كان وجودها الخارجي معروضا لا بدّ من إيجاده أوّلا ثمّ يعرض الوجوب عليه ثانيا ، مع أنّ وجود الصلاة يوجب سقوطه ، ولو كان وجودها الذهني معروضا له فيوجب تصوّرها الذهني سقوط التكليف في مقام الامتثال ، وهو كما ترى. ولو كانت ماهيّتها معروضة له قلنا : المطلوب للمولى هو وجودها الخارجي لا ماهيّتها ، مع أنّ نفس الوجوب من الامور الاعتباريّة التي تنتزع من صيغة الأمر.