معنى الضرب لا يكون قابلا للانحلال فمعنى الضارب أيضا كذلك.
ولكنّ بطلانه أظهر من الشمس ، فإنّه كما قلنا في المعاني الحرفيّة أنّها واقعيّات وحقائق تحتاج في تحقّقهما إلى تحقّق الظرف والمظروف والنسبة بينهما ، وهكذا في المعنى الاشتقاقي كالضارب فلا بدّ في تحقّقه من وجود الذات والمبدأ وتلبّسها به ؛ إذ لا شكّ في أنّ صرف الاعتبار واللحاظ لا يوجب تحقّقه أصلا ، فيكون لفظ الضارب في جملة «زيد ضارب» حاكيا عن الواقعيّة وهي تلبّسه بالمبدإ ، بخلاف لفظ «الضرب» في قولك : «زيد ضرب» ، فاعتبار المبدأ وتخيّله «لا بشرط» أو «بشرط لا» لا يوجب إيجاد الواقعيّة أو تغييرها في الخارج ، فكيف يكون معنى الضارب هو معنى الضرب؟! ومعلوم أنّ معنييهما متغايران ، كما يستفاد من تعبير المحقّق الشريف عن معنى المشتقّ بالمعنى البسيط المنتزع عن الذات المتلبّس بالمبدإ حين الاستدلال لبساطته ، فالمنتزع غير المنتزع منه.
فالأولى أن يكون المراد من البساطة والتركيب بحسب الإدراك والتصوّر لا بحسب التحليل العقلي حتّى لا يفضي الكلام إلى هذا القول الباطل.
إلّا أنّ بعض الأعلام قال بأنّه : لو كان المراد البساطة والتركيب بحسب الإدراك فلا نحتاج إلى إقامة البرهان الذي أقامه المحقّق الشريف على البساطة ، والظاهر أنّ إثبات البساطة اللحاظيّة لا يحتاج إلى مئونة الاستدلال وإقامة البرهان ، فإنّ المرجع الوحيد لإثباتها فهم أهل العرف أو اللّغة ، ولا إشكال في أنّهم يفهمون من المشتقّ معنى واحدا كما يفهمون من غيره من الألفاظ المفردة ذلك.
وجوابه متوقّف على نقل بيان المحقّق الشريف وإيراد شارح المطالع (١) على
__________________
(١) شرح المطالع : ١١.