والكلام شيئان.
وجوابه أوّلا : أنّ الموضوع فيها القدر الجامع بين الكلمة والكلام ، وهو اللفظ العربي الذي له معنى ، وقد يتحقّق هذا في ضمن الكلمة ، وقد يتحقّق في ضمن الكلام.
وثانيا : أنّ موضوع علم النحو هو الكلمة والكلام من حيث الإعراب والبناء ، وموضوع علم الصرف هو الكلمة والكلام من حيث الصحّة والاعتلال ، وموضوع علم المعاني والبيان هو الكلمة والكلام من حيث الفصاحة والبلاغة ، وهذه الحيثيّات توجب التمايز بين هذه العلوم ، كما هو واضح.
نكتة :
قال المحقّق الأصفهاني قدسسره في حاشيته على الكفاية (١) : إنّه ليس الغرض أن تكون الحيثيّات المزبورة حيثيّة تقييديّة لموضوع العلم ، أي ليس موضوع علم النحو الكلمة والكلام من جهة كونهما معربين بالفعل ؛ إذ مبدأ محمول المسألة لا يعقل أن تكون حيثيّة تقييديّة لموضوعها ولموضوع العلم ، وإلّا لزم عروض الشيء لنفسه ، بل الغرض منها كما عن جملة من المحقّقين من أهل المعقول هي حيثيّة استعداد ذات الموضوع لورود المحمول عليه ، أي موضوع علم النحو الكلمة والكلام من حيث كونهما قابلين لورود الإعراب عليهما ، مثلا : موضوع علم النحو هو الكلمة من حيث الفاعليّة المصحّحة لورود الرفع عليها ، أي الفاعل القابل لورود الإعراب عليه يكون مرفوعا ، ولذا أنكر بعض العلماء ـ بدون الالتفات إلى هذا المعنى ـ أصل موضوعيّة الكلمة والكلام ، فقال :
__________________
(١) نهاية الدراية ١ : ٣٠.