والأصوات فتكون بمنزلة الدليل والكاشف عنه.
وجوابه : في الجمل الإنشائيّة عين الجواب عن الاستدلال في الجمل الخبريّة ، فإنّهما مشتركان في كثير من الواقعيّات المتحقّقة المذكورة في الجمل الخبريّة ، فالوجدان أقوى شاهد لعدم تحقّق صفة نفسانيّة في نفس الآمر ، سوى إرادة تحقّق المأمور به عن المأمور حين الأمر ، وأمّا الأوامر الاختياريّة والاعتذاريّة وإن لم تتحقّق فيها هذه الإرادة ، إلّا أنّ الداعي الاختبار والاعتذار متحقّق فيها مثل داعي تحقّق المأمور به في سائر الأوامر ، فأيّ دليل يقتضي ثبوت الصفة النفسانيّة الاخرى سوى هذه الدواعي الموجودة فيها ، فلا يستلزم عدم تحقّق الإرادة في بعض الأوامر ثبوت الكلام النفسي.
وأمّا الجواب عن الاستدلال بقول الشاعر فأوّلا : أنّه من الممكن أن يكون الشاعر من الأشاعرة ، مع أنّه لا دليل على حجّيّة الشعر ، إلّا أن يكون من الأئمّة المعصومينعليهمالسلام.
وثانيا : أنّ مفاد الشعر المذكور لا ينطبق على الكلام النفسي أصلا ، فإنّ مفاده عبارة عن أنّ مراد الإنسان من التكلّم هو اطلاع الغير على ما في قلبه ، بحيث إن أمكن الاطّلاع عليه بدون التكلّم لا يحتاج إلى الألفاظ والأصوات واللسان ، وإنّما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ، فهو أيضا لا يدلّ على تحقّق الكلام النفسي.
وقد مرّ أنّ الأساس لإثبات الكلام النفسي هو إطلاق المتكلّم على الباري تعالى ، فإنّ الأشاعرة لاحظت أنّ إطلاق المتكلّم عليه تعالى في الإطلاقات والاستعمالات شائع بين المتشرّعة ، ولاحظت أيضا أنّ في صدق المشتقّ لا بدّ من تحقّق الارتباط بين المبدأ والذات ، فقد مرّ في بحث المشتقّ أنّ العلماء