بِيَمِينِكَ يا مُوسى)(١) ، وكقوله تعالى : (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(٢)(يَهْتَدُونَ)(٣) وأمثال ذلك ، مع أنّ ثبوت هذه المعاني مستلزم للجهل والعجز المستحيلين في حقّه تعالى.
وقال صاحب الكفاية قدسسره في مقام الجواب عنها : إنّ المستحيل في حقّه تعالى هو الاستفهام والتمنّي والترجّي الحقيقيّة دون إنشائها الذي يكون بمجرّد قصد حصوله بالصيغة كما عرفت ، ففي كلامه تعالى قد استعملت في معانيها الإنشائيّة الإيقاعيّة أيضا ، لا لإظهار ثبوتها حقيقة ، بل لأمر آخر حسبما يقتضيه الحال من إظهار المحبّة أو الإنكار أو التقرير إلى غير ذلك.
وأمّا حلّ الإشكال على المبنى الذي ذكرناه فإنّ أدوات الاستفهام والتمنّي والترجّي استعملت في معانيها الحقيقيّة في جميع الموارد ، إلّا أنّ لاستعمالها في مورد الجاهل والعاجز والاستعمالات الحقيقيّة خصوصيّة ، وهي خصوصيّة الثبوت والبقاء في معانيها الحقيقيّة ، بخلاف استعمالها في مورد العالم والقادر والاستعمالات المجازيّة ؛ إذا المعاني الحقيقيّة في هذا المورد تكون بمنزلة المعبّر عن الأغراض الأصليّة. ويؤيّده ما مرّ منا من أنّ الإنشاء لا يتعلّق بامور واقعيّة ، ولا شكّ في أنّ الاستفهام والتمنّي والترجّي تكون من الامور الواقعيّة.
__________________
(١) طه : ١٧.
(٢) البقرة : ٢١.
(٣) الأنبياء : ٣١.